تحاول الشركات المنتجة للمسلسلات التلفزيونية طرقا عديدة في تسويق اعمالها تجاريا، من اجل مزيد من المال. فقد اعادت انتاج هذه المسلسلات بحلة جديدة، واعادت عرض القديم منها في فترات مختلفة ومناسبات مختلفة، واعادت انتاج بعضها للشاشات الكبيرة السينمائية. اما الآن فيفكر خبراء صناعة الترفيه الأميركيون بعمل شيء جديد، من اجل بث الروح في المسلسلات التي انتجت في السبعينات من القرن الماضي، واصبحت قديمة ومملة وغير متماشية مع الموضة وثقافة المتعة الجديدة. الفكرة الجديدة تقوم على اختزال المسلسل الى حلقة قصيرة (ميني سيريس) من خمس دقائق، «تسخر ضاحكة من الحلقة الأصلية وتظهرها بشكل غريب». وفي هذا الاطار ستقوم شركة سوني في يونيو (حزيران) المقبل بانتاج وبث الحلقات الصغيرة لمسلسلات مثل «تشارلز انجيلز» و«ستارسكي آند هاتش» على موقع الانترنت الاجتماعي «ماي سبيس». الفكرة شبيهة بالتي انتجت في السابق بعد اعادة تقطيع الفيلم من خلال استعمال التقنية الرقمية المتاحة وتقديمه من جديد على الانترنت، بعد التركيز على بعض النقاط السياسية التي لم تشكل محورا في النسخة الأصلية، لكن الفكرة الجديد تختلف عن سابقتها في انها هي من بنات افكار الشركات الكبيرة المتخصصة في صناعة الترفيه.
وقال ستيف موسكو رئيس قسم التلفزيون في شركة سوني، ان الموضوع يعتمد على فكرة قديمة ومعروفة في الكثير من مسلسلات الاثارة البوليسية. في مسلسل «تشارلز انجيلز»، قال موسكو في مقابلة مع «نيويورك تايمز»، ترى تشارلي يتكلم مع الانجيلز على التلفون الداخلي على مدخل العمارة يخبرهم بتفاصيل المهمة الجديدة. بعد ذلك يفتن البطلات في معارك بوليسية مع ملاحقات بالسيارات تنتهي باعتقال الشخص الشرير. بعد ذلك ترى تشارليز انجيلز في البيت.
وهذا ما سيبث وتشاهده خلال الخمس دقائق بعد التعديل بالنسخة الأصلية وقطعها. وقال موسكو ان العملية ممتعة، لكنها ايضا مصدر دخل كبير لشركة عندها كاتالوغ كبير من المواد التلفزيونية.
«كنا نبحث عن طريقة جديدة في جني الكثير من الأرباح، من خلال مكتبتنا»، قال موسكو، مضيفا «شيئا قد يجلب الحياة من جديد لبعض المسلسلات التي تركت على الرف لفترة طويلة».
وخطرت الفكرة لموسكو بعد ان شاهد «ذي سفن مينيت سوبرانوز»، الذي اختزل في المسلسل من 77 حلقة حول المافيا في «يو تيوب» في مارس (آذار) الماضي. التلخيص هو عملية راديكالية قديمة، قال موسكو، استعملت في تقنية الرسوم المتحركة، وكذلك على المسرح في الأعمال الشكسبيرية، وهذه من الأمثلة الكثيرة عن كيفية اختزال الأعمال الفنية.