مهاجرة غير قانونية تجازف مع رضيعتها للوصول بحرا إلى إسبانيا

تناشد من بقي على الضفة الأخرى: «لا تجازفوا بحياتكم وتتبعوا هذا الطريق الخطر»

TT

نجحت مهاجرة غير قانونية (نفيسة. هـ. أ)، مع رضيعتها (لطيفة)، في الوصول بحراً إلى إسبانيا بصورة لا قانونية، بعد رحلة خطيرة، أملاً في أن تلتقي مع ابنها الثاني وزوجها المقيم بصورة غير قانونية، كما ذكرت تقارير محلية نقلا عن مصادر الشرطة.

وقد ضل القارب الذي أقلها مع مجموعة أخرى من المهاجرين، طريقه، وتاهوا في عرض البحر، حتى عثر عليهم خفر السواحل الإسبانية الذي اقتادهم إلى مدينة موتريل الساحلية جنوب إسبانيا، بعد رحلة قاسية كاد الجميع أن يلاقوا حتفهم فيها، مثلما يلاقي الآلاف حتفهم كل عام.

وما أن نزلت نفيسة إلى اليابسة، حتى أخذت تتوسل لرجال الصليب الأحمر والشرطة لعلهم يعرفون شيئاً عن ابنها الذي فارقته قبل سنتين، وكان يبلغ من العمر آنذاك خمس سنوات، وغادر مع أبيه إلى إسبانيا، وكل ما تعرفه عنه أنه يقيم في مركز رعاية الأحداث في مدينة المرية، جنوب إسبانيا، ولم تستطع أن تفعل شيئاً غير الاتصال به تليفونيا.

تقول نفيسة إنها وصلت عام 2005 إلى إحدى المناطق في شمال أفريقيا مع زوجها وابنها، الذي كان يبلغ من العمر خمس سنوات، وكانوا في انتظار مَن يقلهم بصورة غير قانونية عبر البحر إلى إسبانيا، ولأنها كانت حاملاً آنذاك، لم تستطع السفر مع زوجها وابنها، وبقيت في الانتظار، أما الأب فقد انتهى به الأمر أن يقيم بإسبانيا بصورة غير قانونية، وتم إلحاق الابن في مركز رعاية الأحداث. ولم تستطع (نفيسة) الصبر كثيراً بعد ولادة ابنتها (لطيفة)، وبعد معاناة وظروف قاسية للغاية، استطاعت أن تغادر بحراً متجهة إلى إسبانيا، لكن الرحلة لم تكن أسهل مما عاشته على البر، إذ ضل القارب طريقه وكادت موجات البحر العاتية أن تغرقه، وواجه الجميع الموت «بالصمت والصلاة»، حتى صادف أن عثر عليهم خفر السواحل الإسبانية، فاقتادهم إلى مدينة موتريل.

تصف (نفيسة) حالة مَن كان في القارب: «لقد كانت موجات البحر تؤرجح القارب وتهزه هزاً، وسيطر علينا الخوف والفزع لدرجة لا توصف». ووجهت نداءها إلى جميع الذين ينتظرون دورهم عند سواحل شمال أفريقيا: «لا تجازفوا بحياتكم وتتبعوا هذا الطريق الخطر للوصول إلى إسبانيا». يذكر أن قراراً بالطرد سيصدر ضد نفيسة، أما رضيعتها فتتمتع بحق البقاء في إسبانيا، لكونها قاصراً ولا يجوز طرد القاصرين، وبذلك يحق للأم أن تطلب حق البقاء لرعاية رضيعتها المقيمة في إسبانيا.