قال خبراء فلك سعوديون، إن ظاهرة مرور القمر على كوكب زحل في وقت لاحق من مساء أول من أمس، والتي شاهدها السكان في دول الخليج العربي، ظاهرة عادية، تحدث نتيجة وجود القمر في ذات الفلك والأجرام السماوية ويحتجب، غير أن ما ميّزها هو أن الاحتجاب القادم لكوكب زحل، سيكون في عام 2019، أي بعد 12 عاما. وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أنور آل محمد، وهو رئيس جمعية الفلك في القطيف (شرقي السعودية)، أن كوكب زحل احتجب خلف القمر ورصد الاحتجاب في مقر الجمعية في المنطقة الشرقية من السعودية مساء الثلاثاء، في الساعة 11,15 دقيقة بتوقيت السعودية، ويتوقع حدوث احتجاب آخر خلف القمر لكوكب «الزهرة» في 18 من يونيو (حزيران) المقبل، على أن يبدأ دخول كوكب الزهرة خلف القمر في6,50 دقيقة، وينتهي عند 8 مساء بتوقيت السعودية، وستتم رؤيته في السعودية بالعين المجردة في دول عربية أخرى، بشكل أوضح من احتجاب زحل البارحة الأولى خلف القمر.
من جهته، أوضح الخبير الفلكي السعودي، محمد الصعب، لـ«الشرق الأوسط» أن مثل هذا الحدث يتكرر أكثر من مرة بحكم دوران القمر حول الأرض، ويحدث خلال ذلك الدوران، أن تحتجب نجوم أو أجرام سماوية أخرى لفترات متقطعة. وأعتبر الصعب أن الحدث لا يمكن وصفه بالنادر، بالنظر الى تكراره أكثر من مرة. وكان فلكيون أشاروا إلى أن ظاهرة احتجاب النجوم لا ترى عادة بالعين المجردة، ويمكن رؤيتها فقط، باستخدام التلسكوب، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة تساعد في تنقيح مدار القمر، وتحديد موقعه بدقة وتحديد مواعيد الكسوف والخسوف. وأن حادثة مماثلة ستتكرر في 29 مارس (آذار) من عام 2026.
يشار إلى أن بعض الجمعيات الفلكية العربية، تقوم برصد وتوقيت مثل هذه الاحتجاب النادرة، وترسل النتائج الرصدية إلى منظمة توقيت الاحتجابات الفلكية العالمية، ومقرها في الولايات المتحدة، وإلى منظمة رصد الاحتجابات القمرية، ومقرها في اليابان. كما يستفاد من رصد الاحتجابات في اكتشاف النجوم الثنائية، وبعض الاكتشافات المهمة الأخرى، مثل اكتشاف أن لكوكب أورانوس حلقات، مثل زحل، عن طريق رصد أحد احتجاباته. وكان راصدون عبر برامج المحاكاة للفضاء، وقفوا أمس على مشاهد لاحتجاب كوكب الزهرة المتوقع في يونيو القادم، وأظهروا بدقة دخول وخروج الكوكب من خلف القمر، فيما كان الاهتمام واضحا من الفلكيين برصد مثل هذه الحوادث للكواكب، والحرص على التقاط صور حية لدخول وخروج الكوكب.