باعت دار كريستي في لندن يوم أول أمس في مزاد علني رسالة للشاعر الإسباني فدريكو غارثيا لوركا (1898 ـ 1936)، بسعر 19.200 جنيه إسترليني (40 ألف دولار). الرسالة كان بعث بها لوركا إلى صديقه الحميم ملجور فرناندو الماغرو (1893 ـ 1966)، وجزؤها الأخير مقطوع، ويبتدئ فيها لوركا بقوله: «عزيزي الغالي ملجوريتو» (تصغير اسم ملجور). وتحدث حول أمنياته: «أريد أن أكون شاعراً من الطراز الأول، أن أصبح وأموت في الشعر، أن أتأمل بشكل واضح. إن الوعي التام بأعمالي المستقبلية يسيطر عليّ، ويغمرني شعور دراماتيكي بمسؤوليتي».
يصف لوركا في هذه الرسالة صديقه الفنان سلفادور دالي بـ«الصديق والرفيق الذي لا يمكن فراقه، سلفادور دالي»، وبضيف أن «تبادل الرسائل مستمر معه». تحدث لوركا أيضا عن سفرته إلى إقليم كاتالونيا (شمال إسبانيا)، وزيارته لساحل البحر الأبيض المتوسط: «هناك حيث البحر الأبيض، الروح، المغامرة، الحلم العميق بالحب الحقيقي، هناك نخيل، ومواطنون من كل الأجناس، إعلانات تجارية مدهشة.. إنني سعيد لزيارتي ذلك المكان، مع ذلك النسيم، وذلك الانفعال، كأنني أتحوّل إلى شخص كاتالاني، يتعاطف مع أولئك الناس المنظمين الذين يضيقون ذرعا بإقليم كاستيا». معلوم أن لوركا يعتبر من أكبر المتحمسين لإقليم الأندلس (جنوب إسبانيا)، وقصته معروفة عند زيارته برشلونة في إقليم كاتالونيا، وهناك أراد أحد كبار الأدباء التقليل من قيمته ـ باعتباره من إقليم الأندلس ـ فقال له: «من أنت؟»، وهو عارف مع مَن يتكلم. فردّ لوركا: «أنا من مملكة غرناطة!»، يريد أن يقول إنه من مملكة غرناطة العربية، وهي المملكة التي طالما تغنى بها لوركا. من جهة أخرى، بيعت أيضاً في هذا المزاد، مخطوطة خورخه لويس بورخيس (1899 ـ 1986)، «تاريخ التانغو»، بسعر 33600 جنيه إسترليني. ومخطوطة قصيدة «أحب حب البحارة»، للشاعر بابلو نيرودا (1904 ـ 1973)، بسعر 4800 جنيه إسترليني.