نعى مكتب الأحوال الشخصية في مدينة دارمشتادت (جنوب ألمانيا) موظف عقود الزواج يورغن ك، الذي وافاه الأجل إثر نوبة قلبية وهو يؤدي عمله يوم 7/7/2007. وكانت دارمشتادت، وكما هو الحال في المدن الألمانية الأخرى، قد شهدت يوما ماراثونيا عقدت خلاله آلاف الزيجات الجديدة تيمنا بالموعد الذي يحمل الرقم 7 ثلاث مرات.
وقال فولكر رينرت، رئيس الدائرة، إن يورغن ك، 47 سنة، معروف لديهم بمعاناته من ضعف القلب، إلا أنه أصر على ممارسة واجبه يوم السبت الماضي في الدائرة. وأصيب الموظف بسكتة قلبية بينما كان يتمتع باستراحة صغيرة في غرفته. ولم يشعر بذلك طابور الراغبين بالزواج بالقضية. وحرص موظفو الدائرة على نقل جثمانه إلى المستشفى عبر الباب الخلفي رغبة منهم في عدم إقلاق بال العرائس.
ومعروف أن مواعيد سابقة مثل يوم 6/6/2006 لم تشهد مثل هذا الاقبال بعد الكشف عن «خطل» التفاؤل في مثل هذه الأرقام. ونشر حينها معهد فورسا لاستطلاعات الرأي دراسة تقول إن معظم الزيجات التي عقدت يوم 9/9/1999 قد انتهت بالطلاق. لكن يوم 7/7 الماضي تميز عن بقية الأرقام بوقوعه في منتصف الصيف وفي يوم سبت، وهو ما بعث على التفاؤل في قلوب الراغبين في الزواج. كما يحمل الرقم 7 معنى خاصا في قلوب المسيحيين بسبب تعبيره عن «التحليق في السماء السابعة».
وتركزت مواعيد عقد الزواج في الساعة السابعة وسبع دقائق صباحا حيث تم حجز هذا الموعد منذ أشهر. وجعلت هذه المواعيد يوم العمل بالنسبة للموظفين طويلا جدا لأنه ينتهي في الساعة 7 والدقيقة 7 مساء. وسبق لمكتب الأحوال الشخصية ببرلين أن حذر الموظفين من «توتر وشدة العمل في هذا اليوم». وفتح مكتب برلين نحو 10 غرف من غرف الدائرة لاستقبال أكثر من 373 متقدما للزواج.
وزاد من تعب وتوتر الموظفين الأماكن الغريبة التي يختارها البعض للزواج! وذكرت بيركا اوليوك، من مكتب الأحوال الشخصية ببرلين، أن أحد المواعيد كان فوق برج برلين الساعة 7 صباحا. وتنوعت أماكن الزواج يوم السبت الماضي بين العقد على متن طائرة صغيرة، وعلى متن مركب، وأثناء القفز بالمظلات، وتحت الماء، وفي ملاعب كرة القدم. وعقد أحد رجال شرطة برلين قرانه في مركز شرطة حي «فريدريش هين» وقيد زوجته بالـ«كلبشة» تعبيرا عن أمله بديمومة الزيجة.
ويبدو أن رومانسية الألمان عن علاقة الأرقام بالسعادة تنتهي حال أن يتعلق الأمر بأرقام الرواتب والتأمين الصحي وغيرها. ونصح معهد «فارين تيست» الأزواج الشباب بتغيير شركة التأمين الصحي إذا تجاوزت استقطاعاتها 13 في المائة من مجموع الراتب. وقال المعهد إن النصيحة لا علاقة لها بالتشاؤم من الرقم 13 لأن سجلات شركة التأمين تشير إلى نسبة طلاق عالية بين من تزيد نسبة الاستقطاع لديهم عن 13 في المائة. وتنتظر مكاتب الأحوال الشخصية في ألمانيا إقبالا كبيرا على الزواج يومي 8/8/2008 و 9/9/2009 و يوم 11/11/2011.