عيادة لمعالجة الخوف من قيادة السيارات عند الألمان

استحداث أسلوب «أصدم الصدمة بصدمة» لمرضى «الكارفوبيا»

TT

أعلنت إحصائية لنادي السيارات الألماني أخيرا عن وجود مليون ألماني لا يملكون سيارة، رغم أنهم من القادرين على قيادة السيارات، بل ويحمل بعضهم رخصة القيادة، وأكثر من ذلك لديهم الرغبة في السياقة. وأشارت الاحصائية إلى حالة ناجمة عن الخوف من الصدام على الطرقات.

وترى الطبيبة الكساندرا بيركا إمكانية علاجها بطريقة «الصدمة». وافتتحت الطبيبة النفسية، وهي من هامبورغ، عيادة جديدة لمعالجة الخوف من قيادة السيارات عند الألمان. وحققت العيادة، منذ الأيام الأولى، نجاحا كبيرا في استقطاب المترددين في قيادة السيارات. وذكرت بيركا أن حالة الخوف من الصدام ناجمة، في أغلب الأحيان، عن الخشية من القيادة في الأنفاق أو الخشية من زحام الطريق. كما يمكن أن تنشأ الحالة بسبب حوادث الطرق نفسها وخوف الإنسان من تكرار هذه الحوادث.

وقدرت بيركا فرصة الشفاء من حالة الخوف من قيادة السيارات، باستخدام طرقها النفسية الحديثة بنسبة 85%. وتستخدم الطبيبة طريقة «الصدمة» النفسية في المعالجة، بمعنى أنها تجبر الخائفين من قيادة السيارة على قيادتها بشكل مباشر في الطرقات كي تعالج الصدمة بالصدمة. وقد تضطر الطبيبة، وخصوصا في حالات الخوف من تكرار الحادث، إلى افتعال حادث «غير مؤذ» كي تحرر المريض من عقدة الخوف من قيادة السيارة.

ويبدو أن معظم «الخائفين» من قيادة السيارات هم من النساء، إذ أن الرجال لا يشكلون غير 25% من مرضى «الكارفوبيا». وينتشر المرض أساسا بين ربات البيوت وأرباب المهن الحرة وعمال قطاع الخدمات. وتقول بيركا انها استغربت انتشار المرض بين أصحاب المهن التي تتطلب الكثير من التنقل. ويعتمد هؤلاء على وسائط النقل العامة في تأدية أعمالهم، ويقتل النقل معظم أوقات اليوم ويقلص ساعات راحتهم.

وفي حين تتحدث النساء مباشرة عن «الخوف» من قيادة السيارة والخشية من ارتكاب الحوادث، يميل الرجال لتجنب استخدام كلمة «خوف» واستبدالها بتبريرات عن الرغبة في «عدم تلويث البيئة» أو«الخشية على حياة الآخرين» و«تجنب زحام الطرق». إلا أن المثير في مهنة معالجة حالة «الكارفوبيا» هو سهولة معالجتها عند النساء مقارنة بالرجال.

وتقول أريكا توماس، الموظفة في دائرة الأجانب في هامبورغ، انها كانت تقود سيارتها للعام الثالث حينما باغتتها حالة الخوف من القيادة مرة وهي على الطريق. وتضيف ان حالة الخوف من ارتكاب حادث تملكتها فجأة بعد أن شهدت ذلك اليوم حادثا أوقع ضحايا. وتمكنت توماس بالكاد من قيادة سيارتها إلى بيتها، لكنها عجزت عن القيادة بعد ذلك خوفا من حوادث الصدام. ونجحت الدكتورة بيركا في معالجة الصدمة التي تعاني منها توماس بأن رافقتها في السيارة وأجبرتها على قيادة سيارة مرسيدس على الطريق السريع بسرعة 180 كم في الساعة.

ووجدت العيادة تشجيعا كبيرا من شركات صناعة السيارات الألمانية التي ترى في الدكتورة بيركا فرصة لبيع السيارات على مليون زبون جديد.