النمساويون يقيمون معرضا للطلاق في فيينا

في أستراليا.. الزواج يستعيد أمجاده وحالات الانفصال في تراجع

TT

يقيم النمساويون أول معرض في نوعه للطلاق، ربما على مستوى العالم، في عاصمتهم فيينا، التي ترتفع نسبة الطلاق فيها إلى 65.9%. والهدف من المعرض ليس استعراض «الخناقات» بين الأزواج أمام أعين أطفالهم، كما تقدم ذلك بعض البرامج التلفزيونية، وإنما تقديم النصائح والتجارب الكفيلة بتقليل نسبة الطلاق بين النمساويين.

وسيقام المعرض في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل طوال 6 أيام تنقسم على ثلاث نهايات أسبوع. وتم اختيار شهر أكتوبر، بعناية لأنه يشهد، إلى جانب يناير (كانون الثاني) من كل عام، تحطم أكبر عدد من الزيجات النمساوية. ويعتقد علماء النفس أن الاضطرابات داخل العائلة الواحدة تحتدم بالضبط في سبتمبر (أيلول)، بعد انتهاء فترة العطلة الصيفية، وتنتهي بالانفصال في أكتوبر. كما أن المشاكل تتفاقم دائما خلال أيام أعياد الميلاد وتنتهي بالانفصال خلال شهر يناير.

وخشية حدوث ما لا تحمد عقباه، فسيتم استقبال النساء في أيام الجمع بغية تقديم النصائح والإرشادات لهن، في حين يحل دور للرجال في أيام السبت لتلقي النصائح. وسيكون المعرض مركزا لاستشارة مئات المحامين وعلماء الاجتماع والناشطين في مجال الأسرة. وسيحتفظ منظمو المعرض بسرية أسماء الزوار، بهدف عدم تعريض العوائل المفككة إلى الانفصال بسبب الزيارات.

ويفسح منظمو المعرض المجال أمام المطلقين السابقين أيضا للمشاركة في المعرض بغية الاستفادة من تجاربهم وبهدف محاولة رأب الصدع في العائلة مجددا. وذكر انتون بارز، من منظمي المعرض، أنهم يحاولون تحويل المعرض إلى «عيادة استجمام» تشجع الأفراد المنهارين على الذهاب في سياحة لإراحة بالهم بعد شدة أيام الانفصال. وسيقام المعرض، بعد فيينا، حسب صحف ألمانية، في لينز وغراس اللتين تحملان لقبي ثاني وثالث أكبر مدن الطلاق بين المدن النمساوية. ويؤمل أن يتحول معرض الطلاق إلى منافس لمعرض الزواج الذي يقام كل سنتين ويوفر كافة مستلزمات حفلات الزواج للراغبين في توديع حياة العزوبية في المعرض.

ولكن وكالة الأنباء الألمانية نقلت أمس من طرف قصي هو أستراليا أن «الزواج بدأ يستعيد أمجاده فيها كوسيلة مثلى لتكوين أسرة، فيما تتزايد الآمال في أن يكون معدل الطلاق ربما يكون قد بلغ ذروته وسيبدأ في الانخفاض». وربما يكون ذلك راجعا إلى أن الأطفال الذين نشأوا في بيوت محطمة لا يريدون تكرار أخطاء الوالدين، الذين هم أصلا كانوا من أوائل المستفيدين من تطبيق قانون الطلاق لعام 1975، الذي بموجبه صار الطلاق أمرا سهلا لا غضاضة فيه.

ووجد الباحثون بجامعة لاتروب في ملبورن أن واحدا من كل أربعة مطلقين وواحدة من كل ثلاث مطلقات ممن تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عاما مروا بظروف مادية صعبة في العام السابق على إجراء الدراسة. أما بالنسبة للمتزوجين فلم تتجاوز النسبة 10%.

وتبين من بحث نشرت نتائجه في أستراليا خلال يوليو (تموز) الحالي، أن الطلاق مثلما يساهم في تقليل الثروة فإنه يؤدي أيضا إلى شعور المطلقين أو المطلقات بالتعاسة.