بلدية باريس تتدخل لإنقاذ الثقافة في حي «سان جيرمان»

من رواده سارتر وكامو.. وبيكاسو التقى فيه دورا مار

مقهى في حي سان جيرمان العريق («الشرق الأوسط»)
TT

اتخذت بلدية باريس قراراً مبدئياً بالتدخل للحفاظ على الطابع الثقافي لحي «سان جيرمان» القريب من الحي اللاتيني، ومنع زحف مطاعم المأكولات السريعة ومتاجر الثياب على المكتبات والمقاهي الشهيرة التي شهدت ولادة الحركات الفكرية والفنية أواسط القرن الماضي، وكانت حاضنة لها وللعديد من كبار الأسماء في الأدب والفلسفة والفنون التشكيلية.

ويمنح هذا القرار أعضاء المجلس البلدي للدائرة السادسة من باريس الحق في الحفاظ على «التوازن التجاري» ووقف عمليات شراء الأماكن الثقافية الشهيرة وإغراء مالكيها أو وارثيها بمبالغ نقدية عالية، في ظل الارتفاع القياسي لأسعار العقارات في فرنسا، وذلك لصالح المخازن الشبابية الجديدة.

وقد شهدت ستة أحياء باريسية ثقافية أخرى مثل هذه الحماية من قبل. وكانت آخر عمليات البيع قد طردت من الساحة المواجهة لجامعة السوربون مكتبة لبيع المطبوعات الجامعية وحل محلها مخزن لبيع الثياب التي تصنع بالجملة في البلاد ذات الأيدي العاملة الرخيصة.

وتأتي خطوة البلدية بعد حملة دؤوب قادها عدد من المثقفين الفرنسيين برئاسة المغنية جولييت غريكو، «الشابة» البالغة من العمر ثمانين عاما، وتجاوبت معها مؤسسات إعلامية وفكرية عديدة. وتنوي البلدية التعاون مع جهات مالية لرصد مبلغ 30 مليون يورو، على مدى ثلاث سنوات، لشراء المكتبات وقاعات العرض الفني وصالات السينما الصغيرة ودور النشر التي تتركز في حي «سان جيرمان»، مما قد يعرض للبيع خلال هذه الفترة.

يذكر أن الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر، الذي رفض جائزة نوبل، كان قد التقى رفاقه وتلاميذه في هذا الحي وارتبط في مقاهيه بصداقة وثيقة مع زميلته ورفيقة عمره الكاتبة سيمون دو بوفوار. وعليه تردد أيضا ألبير كامو، الكاتب الفرنسي الحائز نوبل. وفي هذا الحي أيضاً التقى الرسام بيكاسو بصديقته الأشهر دورا مار، ورسمها في العديد من لوحاته الخالدة.