رحيل إنغمار بيرغمان

«شاعر بكاميرا».. نقل فن السينما بالسويد إلى العالمية وفاز بـ 4 أوسكارات

صورة أرشيفية للمخرج انغمار بيرغمان ومعه المنتج السويدي سيفين نيكفيست (واقفا) في استوكهولم خلال تصوير أحد مشاهد فيلم «فاني والكسندر» (ا.ب)
TT

أعلن أمس في السويد عن وفاة المخرج الشهير انغمار بيرغمان، عملاق السينما السويدية وناقلها إلى العالمية.

أعلنت النبأ لوسائل الإعلام أمس ابنته ايفا بيرغمان، التي قالت إن والدها «رحل في هدوء وبسلام في منزله» في جزيرة فارو الواقعة في بحر البلطيق. وكانت قد ترددت شائعات كثيرة في الأشهر الأخيرة عن تدهور صحته. وفي أكتوبر (تشرين الأول) خضع لعملية جراحية في الورك لم يتعاف من بعدها. وسيوارى الثرى في حضور أصدقائه وأقربائه في تاريخ لم يحدد بعد، حسبما نقلت الوكالات والمحطات التلفزيونية عن الوكالة السويدية للأنباء، التي اعتبرت، في نعيها له، أن السينما والمسرح السويديين فقدا «أسطع نجومهما عبر التاريخ».

ولد انغمار بيرغمان في 14 يوليو (تموز) 1918 في اوبسالا شمال العاصمة استوكهولم. وأكمل عامه التاسع والثمانين في 14 من الشهر الحالي. واشتهر بإخراج أفلام منها فيلم «الفراولة البرية» وفيلم «الختم السابع» وفيلم «فاني وألكسندر» الذي رفع بيرغمان إلى مصاف أشهر مخرجي السينما المعاصرة. وأخرج أكثر من 40 فيلما طوال حياته الفنية الطويلة، بينها «صرخات وهمسات» (1972) و«مشاهد من الحياة الزوجية» (1974) و«سوناتا الخريف» (1978) و«فاني والكسندر» (1982). وفاز بيرغمان، الذي يوصف بأنه «شاعر بكاميرا»، بجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي في الأعوام 1960 و1961 و1983. وضمت نخبة من أعماله الشهر الماضي إلى أعظم سجلات التاريخ لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). وغطى نتاجه السينمائي كل النصف الثاني من القرن العشرين. وكان من معاصري فيديريكو فيليني ولويس بونويل واكيرا كوروساوا. كما كان من كبار محبي السينما. وعرف عنه حبه للسينما الأميركية في حقبة الأربعينات والسينما الفرنسية في الثلاثينات والأربعينات.

وقد شهد عام 1955 أول نجاح دولي لبيرغمان من خلال فيلمه «بسمات ليلة صيفية» الهزلي، غير أن أفلامه ازدادت سوداوية اعتبارا من نهاية الخمسينات، وقد عالج فيها بإرهاف كبير صعوبة العلاقة بين الرجل والمرأة، وتساؤلات الإنسان الفلسفية عن وجود الله ومواجهة الموت، كما تغنى بسحر الحياة وتفاصيلها الصغيرة. وربطته علاقات غرامية بالعديد من ممثلاته. وقد تزوج خمس مرات ورزق تسعة أولاد مع اعترافه بأنه لم يشعر بإحساس أبوي قوي جدا.

واختار المخرج في خريف حياته العيش وحيدا ومعزولا عن العالم. ومكث غالب الوقت في جزيرة فارو (جزيرة الخراف)، وقد عجز عن تخطي وفاة زوجته الأخيرة انغريد فون روزن عام 1995. ويصف بيرغمان حياته بأنها «جحيم يمكن احتماله»، ملمحا في مقابلة أجراها معه التلفزيون السويدي إلى انه لا يخشى الموت. وقال في المقابلة «إن الحياة بحد ذاتها ثقيلة. لن أرى انغريد مجددا بعد اليوم».