كاتدرائية كولون مهددة.. سياح يأخذون حجارتها كتذكارات

حرص طيران الحلفاء على عدم قصفها خلال الحرب العالمية الثانية

TT

يبدو أن بعض السياح يتعامل مع كاتدرائية كولون الشهيرة (المبنية قبل 760 عاما) كما يتعامل مع بقايا جدار برلين، رغم الفرق التاريخي الحضاري العظيم بين الاثنين. وتعاني بلدية كولون من السياح الذين يكسرون جدران الكاتدرائية (الدوم) بأدوات حادة، ليحتفظوا بأجزاء صغيرة منه كتذكارات، علما بأن برلين مليئة بباعة قطع جدار برلين المزعوم، وهي قطع صغيرة ملونة، لا يعرف المرء من أي منزل قديم جاءت.

وأبدت البروفيسورة باربرا شوك فيرنر، المسؤولة عن ترميم وصيانة الكاتدرائية، أسفها وحزنها من السياح «غير المتحضرين» الذين يدمرون الآثار بحجة الاحتفاظ بالقطع التذكارية. وأشارت فيرنر إلى عشرات المحلات التي تحيط بالـ«دوم» التي تبيع تذكارات (السوفينير) الدوم بأشكال مختلفة. فهناك التماثيل الحجرية والنحاسية والصحون والأقداح والفانيلات وعشرات الهدايا الأخرى التي تحمل صور الدوم.

وذكرت فيرنر أن آخر تخريب في جدار الدوم تم بواسطة مطرقة، لأن القطع المسروقة كبيرة وتركت تخريبا واضحا في مبنى الكاتدرائية المصنفة ضمن الإرث الثقافي البشري الذي تحافظ عليه منظمة اليونسكو. كما استخدم آخرون علب البيرة لإسقاط منحوت صغير من ارتفاع 3 أمتار بهدف الاحتفاظ به. وفيما تحطمت مدينة كولون بنسبة 80% خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الدوم لم تصب إلا بخدوش بسبب حرص طيران الحلفاء على تجنبها. وتكلف أعمال ترميم وصيانة الدوم، الذي يرتفع إلى 157 مترا، حوالي مليون يورو سنويا.

وهذا ليس كل شيء.. لأن مقصات اللصوص صارت تطال السجاد القديم المفروش بشكل الصليب في قلب الكنيسة حيث يلقي القساوسة مواعظهم. وتم تكليف فنان النسيج البروفيسور هانز هيربيش بحياكة قطع احتياطية للسجاد باليد وبطريقة تسمح بتعويض القطع الناقصة بسهولة عن طريق نسجها محل الضائعة. وخصصت المدينة مبلغ 80 ألف يورو لحياكة قطع السجاد القديمة وترميمها.

ويقال إنه سبق أن انتظر سائق من مدينة بيرغهايم حتى الفجر كي يستطيع التسلل بسيارته عبر منطقة المشاة إلى ساحة الكاتدرائية، حيث يكون الطريق خاليا، ليصدم البوابة القديمة. ويؤلف أهالي كولون النكات حول أهل بيرغهايم (البيرغهايمرز) ويتهمونهم بأنهم اسوأ سائقي السيارات في العالم، رغم أن شوماخر، بطل العالم السابق في سباق السيارات، يأتي من هذه المدينة الصغيرة الجارة.

وتمكن اللصوص قبل 10 سنوات من سرقة تاج ذهبي من المتحف الواقع في قبو الكنيسة. وتعهد رئيس إحدى المافيات بإعادة التاج إلى الدوم من خلال «نفوذه» في عالم الجريمة، شرط عدم سؤاله عن السارق. ونجح الزعيم «المافياوي»، المؤمن فعلا، في إعادة التاج إلى الكنيسة خلال اسبوع.