ملابس مصنوعة من القنّب

عرض ألماني ـ هولندي لأزياء النبتة المدوخة .. ولا خوف من أن «يشعلها» لا بسوها

TT

عدّل العلماء الهولندون والألمان أخيرا نبتة القنب المخدرة بشكل جعلها ملائمة لصناعة أفخر أنسجة الملابس. ولا يخشى العلماء من أن يلف «المحششون» قمصانهم كالسجائر ويدخنونها، أو أن يسطوا على مزارع القنب الجديد، لأن النبتة المعدلة لا تحتوي إلا على 0.05% من المواد المخدرة. لا يشتهر القنب فقط كمادة مخدرة تشبه الحشيش، ويدمن على تدخينها البعض في هولندا وألمانيا، وإنما كمادة طبيعية أيضا لصناعة الحبال والأكياس والمنسوجات الخشنة. لكن العلماء الهولنديين والألمان تمكنوا من تعديل نبتة القنب وراثيا ليجعلوا منها مصدرا طبيعيا لأنسجة لا تختلف عن الأنسجة القطنية.

وشهدت أول من أمس مدينة كليفه، على الحدود الهولندية ـ الألمانية، أول معرض من نوعه لأزياء القنب الطبيعية. ولم يقتصر العرض، الذي قدمته عارضات أزياء محترفات على الحقائب والقبعات، كما في السابق، وإنما على الفساتين والقمصان والبدلات الرجالية والنسائية. بل إن النسيج الجديد سهل الغسل والكي ولا يحتاج بعضها إلى الكي إطلاقا بعد أن تم خلط القنب بالقطن.

وقال مارسيل تونين، من جامعة واغننغن الهولندية، إن النبتة الجديدة «كماليون2» ذات ألياف رقيقة وناعمة، ويمكن استخلاص الخيوط منها كما يتم ذلك في القطن. كما تنمو نبتة القنب الجديدة إلى ارتفاع 3 ـ 4 أمتار خلال أربعة اشهر، وتم حاليا حصاد ما تم زرعه في ابريل (نيسان) الماضي في المناطق الزراعية بين ألمانيا وهولندا.

ويعتقد ايرفن راينغودت أن المستقبل سيكون لملابس القنب على حساب ملابس القطن «لأن القنب لا يحتاج إلى سماد ولا إلى رعاية خاصة. كما أن القنب رئيف جدا بالبيئة قياسا بنبتة القطن التي تعتبر من أكثر النباتات استهلاكا للماء وأملاح الأرض». وأشار إلى أن ملابس القنب لا تسبب الحساسية ولا تتمزق بسهولة. واستخدم القنب لصناعة الملابس «الخشنة» قبل نحو 1000 عام ولم يتخل عن مكانه للقطن إلا في القرن التاسع عشر.

وتشتهر هولندا بزراعة ونشر «ثقافة القنب والحشيش» بحكم مشروعية تدخين هذه المواد هناك. وتشكو مناطق ألمانيا المحاذية من تسرب الحشيشة والقنب الهولنديين إلى مدنها بسبب التهريب والزراعة غير المشروعة للنباتات المخدرة. ولا تسمح السلطات الهولندية بزراعة القنب الذي يحتوي على أكثر من 0.2% من مادة تي اتش سي THC المخدرة.

ونال مشروع كليفه لزراعة القنب دعما من الاتحاد الأوربي قدره 10 ملايين يورو. ويأمل تونين وزملاؤه بزراعة 2000 هكتار من القنب مستقبلا، وهي كمية، حسب تصريح تونين، تكفي لإنتاج 2.5 مليون سروال جينز من القنب الخالص، أو 5 ملايين سروال من القنب المخلوط بالقطن.