وزارة الدفاع الألمانية أكبر مهدر للورق

تفوقت على التربية والتعليم في استهلاكه.. وسجلها البيئي «محرج»

TT

يشكو وزير الدفاع الألماني فرانز يوزيف يونغ من نقص تجهيزات الجيش، وقدم ترسانة أسلحته، وتراجع عدد المتطوعين فيه، وإذ عزا أسباب هذه النواقص إلى خفض ميزانية الجيش في السنوات الأخيرة، فإنه عجز عن تبرير تفوق وزارته على الجميع من ناحية استهلاك الورق.

وكانت الكتلة البرلمانية لحزب الخضر المعارض قد توجهت بأسئلة إلى الحكومة حول كميات الورق المستهلكة سنويا في الوزارات. ونشر الحزب نتائج الرد الحكومي في الصحف. وتبين أن وزارة الدفاع الألمانية استهلكت عام 2006 أكثر من 534 مليون ورقة من الحجم القياسي إيه 4. وهذا يعني أن الوزارة أهدرت من الورق أكثر مما أهدرت من ذخائر. وكانت تستهلك أكثر من 1.5 مليون ورقة في اليوم. ورفضت الحكومة التعليق على الأرقام، لكنها أشارت إلى علاقة استهلاك الورق بتحديث المكاتب.

وجاءت وزارة الدفاع في المرتبة الأولى، تليها وزارة المالية التي استهلكت 212 مليون ورقة في نفس الفترة، ثم وزارة الخارجية التي استهلكت 16 مليون ورقة، ووزارة الصحة 9.76 مليون، ثم وزارة التعليم العالي 8 ملايين. ووصف حزب الخضر النتائج «بالغريبة»، بالنظر لضعف علاقة العسكريين بالقراءة والكتابة وتفوق الأوامر الشفاهية على الكتابية أثناء العمل.

وطبيعي فقد انتقد حزب الخضر هذه الظاهرة، التي تضاف إلى سجل وزارة الدفاع الخاص بإلحاق الضرر بالبيئة، فسيارات وناقلات وأسلحة الجيش الألماني تلحق اكبر الضرر بالجو والطبيعة والإنسان. وفي حين ارتفع إنتاج السلاح بنسبة 20% خلال السنوات الخمسين التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، فإن استهلاك الورق في ألمانيا تضاعف 8 مرات. ولا شك في أن استهلاك هذه الملايين من الورق، الذي يصنع من الخشب عادة، يعني القضاء على مساحات شاسعة من الغابات والأشجار. وذكر متحدث باسم الحزب أن إهداء ربع هذه الكمية من الورق إلى أفغانستان قد يعين البلد هناك في حربه ضد الأمية والإرهاب والمخدرات.

وأجرى تلاميذ مدرسة يوهانيس فيدمان الألمانية دراسة حول الورق، تفيد بأن البشر يقطعون غابات بمساحة 40 ملعبا لكرة قدم في الدقيقة، على المستوى العالمي، بهدف استخدام الخشب في صناعة الورق. وتستخدم معامل الورق طاقة في صنع الورق الجديد تزيد 8 أضعاف الطاقة في إنتاج الورق المدور.