«مخطوفة النمسا» لا تعرف معنى مفردة «صداقة»

في ثاني لقاء تلفزيوني معها وصفت شخصية سجانها بأنها ضعيفة

ناتاشا كامبوش تتحدث للتلفزيون النمساوي في المقابلة الأولى (ا.ف.ب)
TT

فشلت ناتاشا كامبوش، أشهر مخطوفة في النمسا، في تفسير مفردة «صداقة» وأبدت ترددا حول أنها لا تستطيع في الوقت الراهن منح ثقتها لأي إنسان. واعترفت بأنها ما زالت تعاني من تجربة خطفها وحبسها، مشيرة إلى انها تتلقى حاليا علاجا نفسيا مكثفا. والمناسبة، أنه مّر عام على نجاحها بالفرار من خاطفها وعلى موته، لكن ناتاشا ما تزال مسكونة بهواجس معاناتها العيش مخطوفة سجينة طيلة ثماني سنوات قضتها داخل قبو اعده لها ولفغانغ بريكلوبيل، 44 عاما، الذي خطفها وهي طفلة في العاشرة من عمرها يوم 23 مارس (آذار) 1998 فيما كانت في طريقها للمدرسة. وفي23 أغسطس (آب) العام الماضي 2006 نجحت «الشابة» النمساوية ناتاشا كامبوش في مغافلة خاطفها والفرار منه، مسجلة أسعد نهاية لأشهر حادث اختطاف تابعته وسائل الاعلام الدولية مؤخرا. وشاهد حوالي 3 ملايين نمساوي مساء أول من امس ثاني لقاء تلفزيوني لناتاشا منذ ظهورها، أثار قدرا هائلا من التعاطف معها. وأكدت ناتاشا ما كان باديا امام المشاهدين كون أنها لم تتخلص نهائيا من تلك التجربة القاسية.

ويذكر أن التلفزيون النمساوي المملوك للدولة «أو آر إف» قد قام بارسال ناتاشا في اول رحلة لها خارج البلاد، حيث قضت ومعها اختها اجازة في مدينة برشلونة الاسبانية لمدة ثلاثة ايام. وكان يصحبهما الصحافي الشاب كريستوفر فويرستاين، وهو اول صحافي التقته ناتاشا. وكان قد اجرى معها الحوار الاول، مما أدى لسهولة الحوار بينهما وأعطى احساسا في بعض الاحيان ان صداقة قد دبت بينهما، وإن كان قد تعذر على ناتاشا في رد على سؤال منه أن تقدم تعريفا لمعنى «الصداقة مؤكدة انها، رغم نجاحها قليلا في التغلب على الاحساس بالشعور بالخجل الذي كانت تحسه عند اول ظهور لها، فإنها ما تزال تعاني من الاحساس بصعوبة ان تمنح ثقتها لكائن كان، مضيفة ان ذكريات ما مرت به ما تزال تهاجمها وانها ما تزال تخضع لعلاج نفسي.

وبينما كان صوت ناتاشا يعلو بنبرة عادية، والكاميرا تتابعها وهي مشغولة بقراءة كتابها بصوت مسموع، كأي سائح، عن معلومات وحقائق حول المعالم السياحية الجميلة التي زارتها بمدينة برشلونة، فإن تلك النبرات الواضحة سرعان ما كانت تخبو لتصبح اقرب للهمس والحشرجة عندما كانت ناتاشا تجيب على معظم الاسئلة حول اختطافها ومعاناتها بسبب ما مرت به.

وذكرت ناتاشا ان خاطفها (سجانها) كثيرا ما ردد على مسامعها قوله ان احدهم سينتصر على الآخر، وكان النصر حليفها. وزادت بقولها إنها كثيرا ما حاولت مقاومته، بل فرضت سيطرتها عليه أحيانا. ووصفت شخصيته بالضعف. من جانبها كانت الأم التي نشرت أخيرا كتابا عن حادث اختطاف ابنتها، قد اشارت إلى أن ناتاشا تحتفظ بصورة فوتوغرافية لنعش جثمان خاطفها، وكأنها تحتاج لما يذكرها دائما انه قد مات وانتهى من حياتها للأبد.