ياسمينة رضا تنشر وقائع ملاحقتها لساركوزي

نافية التقرب من السلطة أو حتى الوقوع في غرام الرئيس الفرنسي

ياسمينة رضا (ا.ف.ب)
TT

«رجل يريد أن يزاحم تبدد الزمن». بهذه العبارة تصف الكاتبة والممثلة ياسمينة رضا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في كتابها، الذي يصدر في باريس اليوم بعنوان «الفجر المساء أو الليل». وطغت أنباء الكتاب الصادر عن منشورات «فلاماريون» في باريس، على غيرها من الأخبار المحلية في الصحف الصادرة أمس وعلى بضع مئات من الروايات التي ترى النور مع الموسم الأدبي الجديد في فرنسا. والكتاب يراوح ما بين الرواية الأدبية والمذكرات. وهو خلاصة أشهر من الملاحقة اليومية التي بدأت في الخريف الماضي حيث تتبعت الكاتبة المرشح اليميني نيكولا ساركوزي في كافة تحركاته ورحلاته أثناء الحملة الانتخابية التي انتهت بفوزه بالرئاسة. لكن ياسمينة رضا حرصت على ألا يكون النص الذي كتبته شبيهاً بالتحقيقات الصحفية السياسية التي سجلها الاعلاميون الذين غطوا الحملة ووضعوا كتباً عنها.

وتجمع بين المؤلفة والرئيس عدة نقاط مشتركة تتعلق بالأُصول العائلية وبالطموح الذي لا يقف عند حد. ولعبت هذه النقاط دوراً في موافقته على اللعبة الأدبية التي اقترحتها عليه والخضوع لشروطها بشجاعة. فياسمينة رضا مولودة في فرنسا أواخر الخمسينات لأب يهودي نصف إيراني، ونصف روسي، ولأُم هنغارية تحترف العزف على الكمان جاءت لاجئة الى فرنسا، وبذلك تكاد تكون القرين الثقافي للسياسي ساركوزي. وهي استطاعت أن تفرض اسمها الأجنبي الوقع على المشهد الأدبي وكتبت وأخرجت ومثلت، خلال السنوات العشرين الماضية، عدة مسرحيات حققت نجاحاً وترجمت الى أكثر من 30 لغة. ونالت رضا، مرتين، جائزة «موليير» التي تكافئ أفضل المسرحيات الفرنسية. كما نالت جوائز مماثلة في لندن وبرلين ونيويورك.

وفي مقابلة مع مجلة «لو نوفيل أُزبزرفاتور» التي وضعت صورتها على غلاف عددها الصادر أمس، نفت ياسمينة رضا أنها كانت تسعى، من وراء هذا الكتاب، الى التقرب من السلطة أو الفوز بمنصب وزيرة الثقافة أو حتى الوقوع في غرام ساركوزي. وقالت إن الطموح الأدبي وحده الذي كان دافعها، موضحة أنها تمكنت، بفضل أحد الأصدقاء، من تحديد موعد مع ساركوزي في مكتبه عندما كان وزيراً للداخلية، وذهبت الى الموعد مرتدية فستاناً جميلاً وعرضت عليه فكرة الكتاب فوافق على الفور وقال إن ذلك يشرفه.

ومن المقاطع التي تسربت الى الصحف قبل صدور الكتاب قول ساركوزي بأن الحب هو أهم ما في الحياة وأنه لا يطيق فراق زوجته سيسيليا وأولادهما. وكذلك انتقاد ساركوزي لخطبة الوداع التي وجهها الرئيس السابق شيراك من شاشة التلفزيون الى مواطنيه، ووصفها