مدخنون يعبرون الشارع في بعض المدن الألمانية .. ليدخنوا

حظر نصفي.. يسمح بالتبغ في مطاعم ويمنعه في أخرى على بعد 10 أمتار

TT

نجمت مفارقات طريفة وعجيبة عن تطبيق قانون حظر التدخين في بلد اتحادي (فيدرالي) مثل ألمانيا يؤمن بلامركزية الحكم. فهناك أكثر من مدينة في ألمانيا موزعة (اداريا) مناصفة بين ولايتين أو قضاءين، وأدى حظر التدخين في إحدى الولايتين فقط، إلى إصابة المدينة بـ«حظر تدخين نصفي».

وتعتبر مدينة مانهايم على الراين، ونصفها الآخر في الجانب الأيسر من النهر، وهي مدينة لودفيغسهافن، من اسطع الأمثلة على تقسيم المدن في ولايتين. فالشطر الأيمن (مانهيام) يعود إلى ولاية بادن فورتمبيرغ، في حين يعود شطرها الشمالي (لودفيغسهافن) إلى ولاية راينا لاند بفالز. وإذ يسري حاليا الحظر العام للتدخين في المرافق العامة ومرافق الدولة، فإن الولايتين مترددتان بعد في مد الحظر ليشمل المطاعم والمقاهي، وينتظر أن يصدر القرار قريبا. ومن غير المستبعد أن تتخذ المدينتان قرارين مختلفين يضطران المدخن للعبور إلى الجهة الثانية من الراين كي يتمتع بسيجارة في مقاهيها.

لكن الأمور تبدو مختلفة في مدينة بروخمولن في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا. فنصف هذه المدينة يعود إداريا إلى منطقة اوسنابروك بينما يعود نصفها الثاني إلى منطقة هيرفورد. ومنعت منطقة هيرفورد، التابعة لولاية نيدر زاكسن، حظر التدخين في المطاعم والمقاهي، في حين حظرته منطقة اوسنابروك من ولاية نورد راين فيستفالي. وتمر الحدود بين المنطقتين في الشارع الرئيس من المدينة حيث تكثر المقاهي والمطاعم على جانبي الطريق.

وعرضت صحيفة «اكسبريس» الواسعة الانتشار صورة لشابين من المدينة يقفان في منتصف الشارع، على الحدود الوهمية بين المنطقتين، ويتمتع أحدهما بالتدخين فقط. ويضطر فيلكس ليسمان إلى مغادرة مطعم التركي «عمر» إلى الجهة الأخرى من الشارع لـ «التمتع» بسيجارة مع صديقه باتريك هاندلسكاوف الذي يفضل وجبات المطعم الألماني «هاوبت غريل».

وذكر عمر انه فقد الكثير من الزبن بسب حظر التدخين، وصار القادمون يسألون عن الولاية التي يقع فيها المطعم قبل أن يقرروا. ويفضل معظم المدخنين بالطبع عبور الشارع إلى المطاعم الأخرى، التي لا تبعد أكثر من 10 أو 15 مترا، وتسمح بالتدخين.

ومنعت ولاية نيدر زاكسن التدخين في المطاعم والمقاهي، لكن ولاية الراين الشمالي فيستفاليا (20 مليون نسمة) ما زالت تنتظر قرار البرلمان المحلي. ويفضل سكان الولاية الكبيرة أن يترك القرار لأصحاب المطاعم والمقاهي مع اجبارهم على فرض أجنحة خاصة بالمدخنين.