«فالق جبل لبنان» البحري يعرض البلاد لخطر التسونامي

نداء من أهل العلم بعد اكتشافه لمواجهة تداعياته المحتملة والحد من نتائجه الكارثية

TT

أدى اكتشاف فالق بحري جديد سمي «فالق جبل لبنان» الى إطلاق الامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية اللبنانية الدكتور معين حمزة نداء وقائيا لحماية البلاد من أخطار زلازل وهزات مرتقبة والحد من نتائجها الكارثية، وذلك خلال ندوة عن «بحوث علم الزلازل والتكتونيك في لبنان» التي نظمها المجلس أمس (الخميس) في بيروت بعدما توصلت الدراسة التي أجراها فريق يضم خبراء لبنانيين وفرنسيين برئاسة الباحث في المركز الوطني للجيوفيزياء الدكتور عطا الياس الى اكتشاف هذا الفالق.

وقد بينت هذه الدراسة ان «فالق جبل لبنان يحتل المرتبة الثانية من ناحية قدرته على إحداث هزات أو زلازل» ـ بحسب ما اكد الياس لـ«الشرق الاوسط» ـ وأن حركته هي المسؤولة عن تكوّن جبال لبنان.

وقال «ان اكتشاف هذا الفالق يذكرنا بأن ساحل لبنان المنفتح على البحر المتوسط هو عرضة لأمواج المد البحري (تسونامي) المتأتية من الهزات الأرضية في الحوض الشرقي للمتوسط»، مؤكدا أن «التطور الكبير في علم الزلازل لم يتوصل بعد الى تحديد مسبق لموعد حصول الهزات الأرضية. لذلك فإن الخطوة الأكثر فاعلية في تفادي الخسائر البشرية تبقى التوعية العامة في المدارس والجامعات لاتباع أفضل التصرفات في حال حصول هزة ارضية او مد بحري».

واوضح الياس انه «ليست كل هزة بحرية تسبب تسونامي، لأن الأخير ينتج عن تحرك صفائح كبيرة وفي ظروف خاصة. كما أنه لا يمكن توقع مدى ارتفاع الامواج لان ذلك يعتمد على مكان حدوثها وتأثر الشاطئ بها، لكن ما يمكن تأكيده هو انها لن ترتفع بشكل جنوني كما يخيّل للبعض. وقد تتقدم 10 أمتار او 13 على الشاطئ».

وطالب حمزة بـ«إنشاء وكالة وطنية او شبكة ربط مهمتها التنسيق بين كل المؤسسات الرسمية ووضع سيناريو للوقاية من أخطار الزلازل والهزات والحد من نتائجها الكارثية، ذلك ان الهيئة العليا للإغاثة غير قادرة على تولي الامر وحدها في حال وقوع هزة كالتي وقعت في لبنان في العام 1956». وأضاف: «إن توزّع ملفات الإغاثة بين الوزارات وبين مديريات كل وزارة لا يرافقه اي تنسيق. فمن قال ان وقوع زلزال أو هزة سيتم ضمن الدوام الرسمي لموظفي الادارات؟». ويحد هذا الفالق، وهو الرابع في الفوالق الرئيسية في لبنان، سلسلة جبال لبنان الغربية من الغرب ويرتبط بفالق اليمونة في الجنوب والشمال عند منطقتي مرجعيون والقبيات على التوالي. وينحدر شرقا تحت السفح الغربي لجبل لبنان ليلتقي بفالق اليمونة على عمق 20 الى 30 كيلومترا تحت سطح الأرض. كما انه يمتد بمعظمه تحت سطح البحر. ولقد أثبتت المسوحات المتنوعة وجوده على عمق 1300 ـ 1500 متر بطول 100 ـ 150 كيلومترا قبالة الشاطئ بين صيدا جنوبا وطرابلس شمالا.

وخُصص جزء من الندوة لعرض وسائل خفض أخطار الزلازل وضرورة التزام مواصفات البناء المقاوم للزلازل. وفي هذا الاطار، اكد الاستاذ في معهد الهندسة العالي الدكتور فادي جعارة أن اتباع هذه المواصفات لا يزيد الكلفة الاجمالية للمبنى أكثر من 2 في المائة أو 3 بعكس ما هو معتقد.