دراسة ألمانية: رصاص لأطفال الفقراء وسموم لأبناء الأغنياء

أثبتت أيضا أن 50% منهم يتعرضون للتدخين المباشر أو السلبي يوميا من أهاليهم

TT

تشير دراسة أجرتها دائرة البيئة الاتحادية في ألمانيا، إلى أن مختلف المواد الضارة صحيا تتسلل إلى الأغذية، من دون أن نشعر. كما تختلف هذه المواد، في أجسام الأطفال، بين طفل وآخر حسب الوضع الطبقي لأهالي الأطفال. وكشفت الفحوصات الطبية عن نسبة ضارة من مادة الرصاص ومادة «دي.دي.تي»، التي تستخدم في مكافحة الحشرات في دماء أطفال الأسر الفقيرة، في حين تم العثور على المواد المذيبة ومواد حماية النباتات من الآفات الزراعية في دماء أطفال العائلات الميسورة.

وشملت الدراسة 1790 طفلا بين 3 ـ 14 سنة، وحملت عنوان «تركيز المواد الضارة بيئيا في دماء الأطفال الألمان». واثبتت الدراسة أن 50% من الأطفال يتعرضون للتدخين المباشر أو السلبي يوميا بسبب أهاليهم، والمشكلة هي أن هذه النسب لم تتغير منذ 15 سنة، رغم حملات التوعية الصحية ورفع اسعار الدخان وتحريمه في المناطق العامة. وأجريت التجارب والفحوصات المختبرية على الأطفال طول ثلاث سنوات مضت، وتم اختيار الأطفال من مختلف المرتبات الاجتماعية.

وتزداد الأمراض الناجمة عن التعرض للتلوث البيئي باطراد، وتؤدي إلى ظهور آلاف الحالات الغريبة من الولادات المشوهة وأمراض جهاز التنفس وأمراض الاضطرابات العصبية والجينية، رغم الإشراف الصحي الأوروبي الواسع على المنتجات والأغذية.

وفسّر اندرياس تروغه، رئيس دائرة البيئة الاتحادية هذا الفرق على أساس العادات اليومية التي تتحدد أيضا بقدرة الإنسان الشرائية. وذكر تروغه ان أبناء الفقراء اكثر عرضة للتدخين السلبي من أبناء الأغنياء، في حين أن الأخيرين أكثر عرضة للمواد الحافظة والمواد المذيبة (المستخدمة في الصناعة). وعرض تروغه التقرير البيئي السنوي لعام 2006 الذي أعدته الدائرة في ضوء الإحصائيات والتجارب التي تجريها.

وقال تروغه إن تلوث البيئة لا يميز بين أطفال فقراء وآخرين أغنياء. لكن 8% من الأطفال الفقراء يعانون من تأثيرات العفن المنزلي (الناجم عن الرطوبة) على رئاتهم، كما تم العثور على آثار مادة «دي.دي.تي» في إدرار الأطفال رغم مرور 10 سنوات على منع استخدامه في ألمانيا. وثبت من الفحوصات الطبية أن 14% من الأطفال يعانون منذ الآن من اضرار في آذانهم وأن 6% منهم يعانون من ضجيج المدن والطائرات. وتبدو الصورة قاتمة بالنسبة للولايات الشرقية، لأن كل معدلات السموم في دماء الأطفال كانت أعلى مما هي عليه في الولايات الغربية. كما أن تعرض الأطفال لأضرار التدخين أكبر، لأن نسبة المدخنات في الشرق أعلى منها في الغرب. وقادت هذه الحال، أي تأثر الأطفال بالتدخين السلبي، إلى تعرض نسبة عالية منهم إلى التهاب متكرر في الأذن الوسطى. من ناحيته، أكد وزير البيئة الاتحادي زيغمار جابرييل، أن أطفال الفقراء أكثر عرضة لأمراض البيئة من غيرهم. وتعود هذه الحال إلى إمكانيات وعادات كل طبقة، لأن الأغنياء لا يعيشون قرب الطرقات السريعة والمطارات ولا قرب المناطق الملوثة، كما ان مداخيلهم تؤهلهم للحصول على أفضل وسائل التقنية والطاقة والتغذية والسكن.