سفر جديد عن قاتل لوركا

الباحث الآيرلندي إيان جيبسون قابله عام 1967 خلال إعداده كتابا عن الأديب الإسباني

TT

لا يزال المؤرخون والباحثون حتى الآن في حيرة، حيال اعدام الأديب الاسباني فدريكو غارثيا لوركا عام 1936، في بداية الحرب الأهلية الاسبانية. وحسب التقرير الرسمي لوفاته فإنه قتل بسبب مشادات في الشوارع. أما الباحث الايرلندي الاصل ايان جيبسون (1939) الاسباني الجنسية، الذي ظل يدرس لوركا وكل ما يتعلق به منذ سنين طويلة، واصدر عدة كتب عن لوركا وعن أصدقائه، مثل بونويل وسلفادور دالي وانطونيو ماشادو، فقد توصل بعد سنوات طويلة من البحث والتقصي في كتاب له صدر اخيرا يحمل عنوان «الرجل الذي ألقى القبض على غارثيا لوركا». وصدر الكتاب أخيرا عن دار أغيلار في مدريد، بأن قاتل الأديب الاسباني هو رامون رويث الونسو. وكان الباحث جيبسون قد قابل رويث الونسو عام 1967، عندما كان يعد كتابا عن لوركا، وتحدث معه حول أشياء كثيرة تخص لوركا ومقتله. فتيقن الآن، بعد كل هذه السنوات من الدراسة والبحث، بأن رويث الونسو الذي ساهم في إلقاء القبض على لوركا، هو الذي حرض على صدور حكم الاعدام ضده.

ورامون رويث الونسو هذا شخصية سياسية، كان يعمل في مجال رسم الخرائط في غرناطة، مدينة لوركا، وتم انتخابه عضوا في مجلس النواب، ثم فقد مقعده عام 1936، فانقلب على الديمقراطية ونحا منحى التطرف. وكما يقول جيبسون: «منذ ذلك الوقت أخذ يحيك المؤامرات ضد الديمقراطية». وكان (ألونسو) يحسد لوركا ويكرهه بسبب الشهرة العالمية التي كان يتمتع بها ولإعجاب الكثيرين به، بل كان ينزعج من آراء وتصريحات لوركا المستمرة التي يدعو فيها الى الديمقراطية والحرية والمساواة.

يذكر الباحث جيبسون بأنه قابل رويث الونسو عام 1967 وحاوره حول لوركا، فاعترف امام جيبسون بأنه اشترك في عملية إلقاء القبض على لوركا، لكنه برر عمله بأنه كان ينفذ أوامر الحاكم العسكري لمدينة غرناطة.

معلوم ان فدريكو غارثيا لوركا يعد اشهر أديب اسباني في العصر الحديث، ولم يخف حبه للعرب وحضارتهم في الأندلس، وتسبب حادث اعدامه في موجة غضب عالمية، ولم يعرف حتى الآن مكان قبره. وكل ما يعرف عن مقتله انه اقتيد من غرناطة الى قرية بيثنار المجاورة يوم 18 اغسطس (آب) من عام 1936 ونفذ فيه حكم الاعدام ليلا هناك.