إطلاق سراح ألماني بعد «تبرئة» أذنيه

بلا ذنب قضى 6 سنوات في السجن أصيب خلالها بنوعين من السرطان

TT

استعاد الألماني دونالد شتيلفيغ، 50 سنة، حريته بعد أن قضى 6 سنوات في السجن بسبب عملية سطو على بنك لم يرتكبها. ولأن المحكمة أدانته على أساس تطابق شكل اذنيه مع شكل أذني المجهول المقنع الذي سطا على البنك، وظهر في كاميرات الفيديو، فقد استعاد شتيلفيغ اذنيه «البريئتين» أيضا.

ويعود حادث السطو إلى عام 1999 في نورمبيرغ، بجنوب ألمانيا، بعد أن سطا مجهول بدين وأحمر الشعر على فرع بنك «شباركاسة» قرب المحطة الرئيسية. وقاد التحقيق رجال الشرطة إلى العامل البدين دونالد شتيلفيغ بعد أن تطابقت أوصاف اللص مع أوصافه في ملفات الشرطة. وكانت الشرطة تحتفظ بملف لشتيلفيغ بسبب جنايات صغرى مثل سرقة المواد الغذائية والألبسة من المحلات.

وعجزت المحكمة عن اثبات التهمة على العامل الذي بقي طليقا ويمارس عمله في إحدى مطابع نورمبيرغ. وفي يوليو 2001 تقدم الطبيب كورنيليوس س.، حسب طلب النيابة العامة، بتقرير يثبت أن اذني اللص هما أذنا دونالد شتيلفيغ بلا شك. وحكم القاضي على شتيلفيغ صاحب «الاذنين» بالسجن 9 سنوات ورفض تخفيف الحكم بسبب عدم اعتراف المتهم بالجريمة. وقضى المتهم 2186 يوما في السجن قبل أن يعترف فرانك ميشائيل ج.، الذي اعتقل بتهمة السطو على بنك في ميونيخ قبل اشهر، بأنه كان اللص الذي سطا على «شباركارسة» في نورمبيرغ عام 1991.

وعدا عن الفترات الطويلة التي قضاها شتيلفيغ في الزنازين الانفرادية فقد كان عليه، طوال الفترة الماضية، أن يناضل ضد نوعين من الأمراض السرطانية التي أصابته في السجن. وأقامت النيابة العامة الدعوى ضد الطبيب كورنيليوس س. بعد أن تلقت العديد من الرسائل التي تدينه بعدم الدقة في تشخيصاته. ومن المتوقع أن تحمل المحكمة الطبيب بعض التعويضات المالية عما لحق بالمتهم البريء.

ولم يستعد شتيلفيغ حريته وأذنيه الحقيقيتين فحسب، بل استعاد معهما مبلغا تعويضا عما لحق به بالسجن وقدره 174 ألف يورو. واحتسب القاضي ضمن هذا المبلغ كافة رواتب شتيلفيغ التي ضاعت عليه بسبب السجن طوال السنوات الماضية (80 يورو في اليوم).