رشيدة داتي: لم أشتر شهادتي الجامعية

الوزيرة الفرنسية تؤلف كتابا للرد على شاتميها والمتربصين بها

TT

نفت وزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي، أن تكون قد «اشترت» شهادتها الدراسية في القانون. وقالت إنها بصدد اعداد كتاب ترد فيه على الأقاويل التي ترددت بهذا الشأن. ولوحقت الوزيرة الجزائرية الأصل بالشائعات منذ توليها منصبها الرفيع. ولم تخل بعض تلك الشائعات من «نفس عنصري» يستهجن تسليم ملف العدل وما يتبعه من أختام الجمهورية الفرنسية الى عربية.. ومسلمة.

وكان أول التقولات عن رشيدة، إنها وصلت الى الوزارة عن طريق ما يسميه الفرنسيون «ترقية الكنبة»، أي تلك الوظائف التي تحصل عليها السكرتيرة عن طريق مسايرة رغبات مديرها على كنبة المكتب. ورغم الصداقة الوطيدة التي تربط رشيدة بسيسيليا، قرينة الرئيس، فقد سرت إشاعات عن علاقة مزعومة لها مع ساركوزي، وعن سفرات قاما بها معا. كما طعنت صحف شعبية في سيرتها من خلال نبش ملفات القضايا التي تدين أحد أشقائها بترويج الهيرويين وملاحقة آخر بتهمة التعاطي. وكان آخر ما أصابها من الاتهامات أنها حصلت على شهادتها الجامعية بدون وجه حق، لأن قبولها في معهد تخريج القضاة جاء بوساطة من شخصيات نافذة وليس عبر الامتحان الذي يخوضه الطلبة المتقدمون، كما جرت العادة. وكانت الوزيرة السابقة سيمون فاي، قد أقرت بأنها ساعدت رشيدة داتي وشجعتها على مواصلة الدراسة وأعارتها جبة المحامين السوداء الخاصة بها لكي ترتديها في حفل التخرج.  وتحدثت رشيدة داتي عن نيتها تأليف كتاب تدافع فيه عن نفسها عندما استضافها أخيرا الصحافي ومقدم البرامج المعروف ميشيل دروكير في برنامجه التلفزيوني الاسبوعي. وشوهد بين الجمهور الذي حضر تسجيل البرنامج والد الوزيرة الذي كان عاملاً في حقل البناء وعدد من شقيقاتها وأشقائها، بينهم أخ مهندس وأُخت محاسبة قانونية. وقامت الوزيرة بتقديم أفراد عائلتها الحاضرين معها، في نوع من إلقاء الضوء على الجانب المشرق من الأُسرة بعد أن ركزت الصحف، منذ استيزارها، على شقيقيها المتورطين في قضايا المخدرات.

وشرحت داتي أن رئيس الجامعة التي درست فيها اتصل بها ليخبرها أن صحافيين يسعون للقول إنها اشترت شهاداتها. وأضافت بشكل حاسم: «الوسط الذي جئت منه لا يشتري أبناؤه شهاداتهم، بل تحتم عليهم المصلحة أن يكونوا أمينين جداً وألا يغشوا مطلقاً أو يكذبوا، لأنهم إذا انكشفوا فسيدفعون الثمن غالياً، ولن تتاح لهم فرصة ثانية أبداً. وعندما يصيب النجاح أحداً منا فإن الشبهات تطاردنا».

وعلى هامش البرنامج ظهر الرئيس ساركوزي ليقول كلاماً طيباً في وزيرته ويعترض على «بعض الهجمات»، التي تعرضت لها بشأن شقيقها المحكوم بالسجن. وكان من المقرر أن تشارك سيسيليا ساركوزي، قرينة الرئيس، في البرنامج، لكنها تخلفت في الساعات الأخيرة معتبرة أن ما قاله زوجها يكفي.