الشرطة الإسبانية تحل لغز وصول أطفال عراقيين إلى إسبانيا

يستخدمون لهم جوازات سفر صغار مغاربة قريبي الشبه من ملامحهم

TT

نجحت الشرطة الاسبانية أخيرا في حل لغز ازدياد عدد الأطفال العراقيين، الذين يصلون الى اسبانيا بصورة غير مشروعة عن طريق مدينة سبتة، الواقعة في شمال افريقيا والتابعة للسيادة الاسبانية، اذ وجدت ان مافيا تجارة البشر تتفق مع مغاربة يدخلون ويخرجون باستمرار من مدينة سبتة، حيث يقوم المغربي باستبدال طفل عراقي بابنه الشبيه له في صورة جواز السفر. وبذلك يجتاز الطفل العراقي الحدود، وما ان يدخل مدينة سبتة حتى يذهب ليسلم نفسه للشرطة التي تقوده الى مركز تجميع المهاجرين غير الشرعيين.

وكانت الشرطة الاسبانية قد حيرها كثرة الصبيان العراقيين المحتجزين في مركز تجميع المهاجرين، حتى ان اعدادهم أخذت تزداد لدرجة انهم فاقوا اعداد المهاجرين الذين يصلون من وسط افريقيا، الذين كانوا يحتلون المرتبة الأولى في اعداد المهاجرين في السنوات الماضية. وقد استدعت هذه الظاهرة ان تقوم الشرطة بتحقيق دقيق لمعرفة كيفية وصول هؤلاء الأطفال العراقيين الى المدينة. وكانت النتيجة هي ان عوائل هؤلاء الأطفال تتفق مع مافيا تهريب البشر على ايصال طفلها أو أطفالها الى مدينة سبتة مقابل أجر مجز. فتقوم المافيا بنقل الأطفال عن طريق تبديلهم مع أطفال مغاربة، كل حسب درجة تشابهه مع الطفل المغربي في صورة الجواز. ويقوم صاحب الجواز المغربي باجتياز الحدود الاسبانية على اعتبار ان الطفل العراقي هو ابنه. أما الأب والأم، فإن المافيا تقوم بنقلهم بعد ذلك عن طريق حشرهم تحت مقاعد السيارة التي اعدت خصيصا لهذه المهمة أو في أي مكان آخر من السيارة حتى لو كان خطيرا.

وقد استدعى اكتشاف هذه الطرق الى ان تقوم الشرطة الاسبانية بتشديد الرقابة على الحدود واتخذت اجراءات صارمة للحيلولة دون اجتياز العوائل العراقية الحدود الى اسبانيا. ومعلوم ان المافيا تتقاضى عادة بين 600 الى 800 يورو مقابل كل فرد تنقله إلى إسبانيا.