ألان ديلون يبيع لوحاته

بحثا عن الأضواء زار ممثلة في المسرح ليقول لها: عيشي الدور لا تمثليه

ألان ديلون مع ابنته أنوشكا خلال مهرجان «كان» الأخير (إ.ب.أ)
TT

في خطوة مفاجئة، قرر الممثل الفرنسي ألان ديلون، 72 عاماً، أن يبيع في صالة «دروو ماتينيون» للمزاد العلني في باريس، جانباً من مجموعته الخاصة من الأعمال الفنية الحديثة. وأوضح الممثل الذي كان الأوسم في تاريخ السينما الأُوروبية أنه يفضل أن يحصر ثروته وهو على قيد الحياة بدل أن يتنازع الورثة بعد رحيله.

وعرضت في المزاد 40 لوحة من الرسم التجريدي، محفوظة بشكل جيد، وتعود الى فترة الخمسينات من القرن الماضي، أي مما يسمى بمدرسة باريس الثانية وحركة «كوبرا» التشكيلية التي أنزلت الفن من أبراجه العاجية وقرّبته الى فنون الإعلانات والملصقات. ونظراً لشهرة مالك اللوحات، من جهة، وارتفاع أسعار سوق الفن من جهة أُخرى، فإنه من المتوقع أن تتجاوز حصيلة المزاد العشرة ملايين دولار.

ويأتي البيع ليعيد الى الأضواء فناناً انحسر عنه بهرج الشهرة في السنوات الأخيرة، وذلك بعد نصف قرن من العمل في السينما. لكن ظهوره في المناسبات الكبيرة كان دائما يجذب المصورين والنجوم الشباب، الذين يحرصون على ان تلتقط لهم صور إلى جانبه، مثلما حدث في مهرجان كان السينمائي الأخير حين حضر تصحبه ابنته الجميلة أنوشكا.وقد لفتت وسامته أنظار المخرجين في بداية عهده بالفن منذ أن اصطحبه الممثل جان كلود بريالي، معه، الى مهرجان «كان» السينمائي قبل ذلك بسنة. وبسرعة تربع ديلون على عرش الشاشة الفرنسية وأدى أدوار البطولة في 87  فيلماً في فرنسا وخارجها. ومثل العديد من نجوم الموسيقى والسينما والرياضة، نقل ديلون إقامته الى سويسرا، للالتفاف على الضرائب الفرنسية الباهظة على الدخل. وهو يسكن في جنيف منذ 15 عاماً، محاطاً بمجموعة قيمة من الأعمال الفنية التي دأب على اقتنائها منذ أن اشترى، في ستينات القرن الماضي، تخطيطاً للفنان ميكو سبادارو من صالة «سوذبيز» اللندنية للمزاد. وتضم مجموعة الممثل أعمالاً لفان غوغ وديلاكروا وبوغاتي.  وخلال سنوات مجده الفني تعرض ديلون للعديد من المواقف الغامضة، وظهر له ولد غير شرعي نشر كتابا عن هذه الصلة مع صور يظهر فيها الشبه الكبير في الملامح بينهما. لكن الممثل واصل نفي أُبوته له، رغم أن والدة ديلون كانت ترعى الابن المزعوم. كما ساهمت مواقفه الحادة واصطفافه السياسي مع اليمين في إلقاء بعض الظلال على شخصيته كممثل محبوب.

وفي ما يشبه السعي لاستعادة الأضواء، فاجأ ألان ديلون زميلته نجمة التلفزيون فلافي فلامان بزيارته لها في كواليس العرض الذي تدشن فيه وقوفها على خشبة المسرح. وقدم الممثل العتيق للممثلة المبتدئة نصيحة مفادها: «عيشي ولا تمثلي». وتقدم فلافي، وهي ملكة جمال سابقة لمقاطعة النورماندي، مسرحية من نوع «عرض الممثل الواحد» تتناول فيها القضايا الحميمة للنساء. وقيل إن زيارة ديلون لم تكن عفوية بل مخططا لها. فقد غطتها وسائل الاعلام التي أُحيطت علماً مسبقاً بها. وقال ديلون أمام ممثلي الصحافة إن فلافي اتخذت قراراً بالوقوف على المسرح بدون أن يكون لها تأهيل مسرحي، وهي إذاً ليست ممثلة محترفة بل هي مثله فنانة، والفنان حادث من حوادث الطبيعة، وهو يمتلك، في العموم، شخصية قوية يضعها في خدمة السينما والمسرح».