مراهقة كوسوفية تجبر وزير داخلية النمسا على السماح لها بالإقامة

أخفاها قس القرية في الكنيسة وظهر معها في مؤتمر صحافي

TT

تنفس النمساويون الصعداء بعد أن اتضح لهم أن فتاة صغيرة من كوسوفو بخير، إثر ظهورها فجأة أول من امس، بعد اختفاء طويل شد اهتمام البلاد ووجهت خلاله رسالة تهدد فيها بالانتحار احتجاجا على إبعادها وأسرتها بعد أن أقاموا في النمسا كلاجئين لست سنوات. وظهر أن الفتاة الصغيرة ظلت مختبئة تحت رعاية الكنيسة المحلية في قرية بالنمسا، كما اكد القس الذي ظهر معها في مؤتمر صحافي عقدته لحظة خروجها للعلن أول من امس.

ونجحت المراهقة الكوسوفية، التي لا يتجاوز عمرها 15 عاما، في اجبار وزير الداخلية النمساوي على السماح لها بالبقاء في النمسا، بعد ان كان قرار قد صدر بطردها وأسرتها وترحيلهم الى موطنهم الاصلي في اقليم كوسوفو. ليس ذلك فحسب، بل اعلن الوزير بالأمس أن مجموعة عمل خاصة من كبار خبراء الوزارة، بالإضافة لمشرعين واجتماعيين ورجال دين من ديانات مختلفة، بدأت في التاسعة من صباح امس اجتماعات ستتواصل لإعادة النظر ومراجعة كل القوانين والتشريعات الخاصة باللجوء والاندماج. وبعد مشاورات غيرت من صلابة رأي وزير الداخلية غونتر بلاتر، اعلن ان الفتاة لن ترحل وستبقى برفقة أمها المريضة، كما لن تعاقب هي او من ساعدوها على الاختباء. وقال إنه لفت نظر منسوبي الوزارة المحليين ممن يعملون في قضايا اللجوء التي تكون مصحوبة بأطفال واسر بعدم اتخاذ اي قرارات محلية بالطرد والترحيل قبل استشارة الرئاسة بالعاصمة.

وكانت الصغيرة اريجونا سوغاي قد نجحت في الهروب ليلة 26 سبتمبر (أيلول) الماضي عندما داهمت قوة من الشرطة منزل اسرتها بقرية انيغونا في إقليم النمسا العليا. وتم ترحيل الأب واربعة من صغاره، فيما ظلت الام طريحة فراش المستشفى لإصابتها بانهيار عصبي نتيجة للضغوط التي تعيشها منذ ان صدر قرار برفض منح اسرتها حق اللجوء والطرد من النمسا التي وصلوها منذ ست سنوات كلاجئين بسبب حرب كوسوفو .

هذا وكانت اريجونا قد بعثت من مخبئها بخطاب لأمها ابدت فيه تفضيلها الانتحار على الانتقال للعيش في كوسوفو، حيث لا ينتظرهم مستقبل، لا سيما أن اسرتها وبشهادة الجميع نجحت في الاندماج والتكيف مع المجتمع النمساوي من ناحية انتظام الصغار في المدارس بتفوق بعد اجادتهم للغة الالمانية وحصول كل من الاب والأم على عمل يكفل للأسرة حياة كريمة. وكان ان سيطرت القضية على اجهزة الاعلام بعد ان اجتاحت النمسا اكثر من مظاهرة عارمة ضد تصلب الوزير، وقادت احداها رئيسة البرلمان النمساوي باربرا برامر داعية الوزير للتعقل ومراجعة قراره. وقد سبقها الرئيس هاينز فيشر بنداء حث فيه المسؤولين بضرورة الاسراع في النظر والبت في ملفات طالبي اللجوء، والسماح لكل من استجار بالنمسا ودخلها قبل يناير 2000 وثبت اندماجه بالبقاء.