باريس تطالع السيرة «غير المرخصة» لكاترين دينوف

والد الممثلة الفرنسية عمل مع الاحتلال النازي لبلاده في الحرب الثانية

TT

صدر عن منشورات «فلاماريون» في باريس، أمس، كتاب من نوع «السيرة غير المرخصة»، يتناول التفاصيل غير المعلنة من حياة الممثلة الفرنسية كاترين دينوف، من تأليف الصحافي برنار فيوليه. ورغم تكتم دار النشر لحين نزول 36 ألف نسخة من الكتاب الى السوق، فقد تسربت، منذ يومين، بعض المعلومات الواردة فيه بفضل المقابلة التي أدلى بها المؤلف الى أحدى الدوريات.

واحتاط برنار فيوليه من أي احتمال لقرار قضائي بمنع نشر الكتاب أو سحب نسخه من المكتبات. ولجأ الى اسلوب استنطاق عدد كبير من أصدقاء الممثلة وأقاربها والمخرجين والممثلات والممثلين الذين رافقوها أو عملوا معها. وقد سبق له أن دخل في تجارب «فضائحية» من هذا النوع عندما نشر سيراً غير مرخصة لعدد من النجوم، منهم الممثل ألان ديلون والمغني جوني هاليداي. كما ينوي فيوليه أن يكون كتابه المقبل عن الكوميدي المغربي جمال دبوز.  وأبرز ما يكشفه الكتاب «السر العائلي» الذي حافظت عليه أُسرة الممثلة الشهيرة عن عمل والدها مع الاحتلال النازي لفرنسا في الحرب العالمية الثانية. ويقول المؤلف إن «دينوف كانت شجاعة عندما وافقت على القيام ببطولة فيلم المترو الأخير، الذي يتعرض لتلك الفترة القاتمة من تاريخ البلد». ويكشف الفيلم انقسام الفنانين بين أقلية متعاملة مع الاحتلال وأغلبية رافضة له من خلال حكاية فرقة مسرحية في إحدى الصالات الباريسية التي كان الضباط الألمان يترددون عليها.

كما يتطرق الكتاب الى أوجه الاختلاف بين دينوف، التي ستبلغ الاثنين المقبل سن الرابعة والستين، وبين شقيقتها الممثلة فرانسواز دورلياك التي فارقت الحياة وهي في عز الشباب. ويروي المؤلف، نقلاً عن مخرج عملت معه الأُختان، أن ذكرى الشقيقة الراحلة فرانسواز كانت المأساة الخفية التي تعذب كاترين، لكنها كانت دافعها الى العمل و«سبب وجودها» أيضاً.

وبيعت مئات النسخ من الكتاب في الساعات الأُولى التي تلت طرحه في المكتبات، ووضعته كل من مكتبة «فناك» الأكبر في باريس و«فيرجين» على طاولة أفضل المبيعات. كما أعلنت دار النشر أنها تلقت عروضاً لترجمته، خصوصا الى اللغة الايطالية، نظراً لشهرة دينوف في بلاد السباغيتي باعتبارها كانت زوجة النجم السينمائي الراحل مارسيلو ماستروياني ووالدة ابنته كيارا. وكشفت المسؤولة الاعلامية للدار أن كبريات المجلات الباريسية تعد ملفات عن الكتاب للنشر في أعدادها المقبلة.

وحتى عصر أمس لم تتلق دار النشر إشعاراً بملاحقة قضائية. لكن المؤلف قال إن والدة دينوف تراجعت عن الإدلاء بحديث اليه وأكدت له أن ابنتها تنوي مقاضاته. وأضاف أن الممثلة أقامت العديد من الدعاوى ضد الصحف التي نشرت صوراً مختلسة لها أو أخباراً مسيئة وكسبتها كلها. وبهذا فإن عائدات تلك الدعاوى من تعويضات مالية تعتبر من مصادر الدخل المعتبرة لها.