طفلة عراقية مريضة بقلبها تجد قلوبا حنونة في استقبالها

كانت بانتظارها في المطار عائلة فرنسية جففت دموعها

مروة في بيت أسرة فومي
TT

على متن طائرة الخطوط الجوية الفرنسية القادمة من عمّان إلى باريس، فجر أمس، كانت هناك بنت صغيرة في الخامسة من عمرها، تبكي بحرقة في صالة الوصول بمطار شارل ديغول، لأنها تسافر وحيدة مع أُناس غرباء. إنها مروة، الطفلة العراقية التي ستخضع لعملية جراحية في أحد مشافي العاصمة الفرنسية لأنها تعاني من عجز خطير في القلب بسبب تشوه ولادي. وتم ترتيب هذه الرحلة العلاجية، وغيرها، بفضل جمعية «سلسلة الأمل»، إحدى منظمات الرعاية الإنسانية في فرنسا.

وكان في استقبال مروة وإحاطتها بالحنان والقبلات سيدة فرنسية تدعى مارتين فومي، وهي متقاعدة في أواسط العمر جاءت مع زوجها إيف ماري. وتطوع الزوجان لاستضافة الطفلة العراقية خلال الفحوصات والتحاليل التي ستجرى لها في مستشفى «نيكر» أحد أشهر مراكز علاج الأطفال في أُوروبا، وكذلك خلال فترة نقاهتها التي تستغرق شهرين، إذا سارت الأمور على ما يرام.

والزوجان المتطوعان أبوان لثلاثة أبناء وجدّان لطفلة. وهما لا يعرفان عن مروة سوى أنها من أُسرة متواضعة ووالدها عامل له أربعة أطفال. وقد سمعا بجمعية «سلسلة الأمل» من التلفزيون وقررا الاتصال بها لعرض المساعدة. وسبق للزوجين أن استقبلا، العام الماضي، طفلة سنغالية في بيتهما الجميل المحاط بحديقة صغيرة في بلدة لا تبعد عن باريس سوى نصف ساعة. لكن رئيس الجمعية، الجراح البروفسور آلان دولوش، يشكو من ندرة العائلات التي تتقدم لاستقبال الأطفال المرضى الذين يؤتى بهم للعلاج في فرنسا. وقال في حديث لصحيفة «الباريزيان» إن توفر حجرات العمليات والجراحين الأكفاء لا يكفي بدون وجود عائلات حاضنة قادرة على تقديم الدفء الأُسري للأطفال على مدى أشهر. وعلى مدى عشرين عاما من عمر الجمعية، تمكنت «سلسلة الأمل» من إنقاذ حياة أكثر من 3000 طفل كانوا مهددين بالموت لعدم توفر العلاج. وتشترط الجمعية أن يكون للعائلات المتطوعة أطفال وأن يكون أحد الوالدين أو كلاهما متفرغين للبيت.