إسبانيا: الإبقاء على «وادي الشهداء».. لجماله وبهائه

نصب تذكاري يجبر البرلمان على تعديل قانون إزالة رموز الجنرال فرانكو

TT

اضطرت اللجنة الخاصة بإعداد قانون «الذاكرة التاريخية» الى تغيير بعض نصوصها بسبب نصب «وادي الشهداء» القريب من العاصمة الاسبانية مدريد، الذي بناه الجنرال فرانكو، وكان يعتز به اعتزازا كبيرا، حتى أنه أوصى أن يدفن داخله، وتم تنفيذ وصيته ولا يزال قبره هناك.

كما أن مؤيدي الجنرال فرانكو يتخذون من هذا المكان مركزا للالتقاء في يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام لإحياء ذكرى زعيمهم.

وتنص مواد مسودة قانون «الذاكرة التاريخية» الذي يعده البرلمان الإسباني حاليا، على ازالة كل رموز الجنرال فرانكو. وهكذا اصطدمت اللجنة المشرفة على صياغة القانون الجديد بنصب ذي أهمية غير عادية وتحفة فنية رائعة، لكنها مرتبطة بالجنرال فرانكو ارتباطا وثيقا، وهو نصب «وادي الشهداء».

وفي سبيل حل هذه المعضلة، أخذ البرلمان برأي حزب «التقارب والوحدة»، الذي يقترح اعتبار «وادي الشهداء» مكانا بعيدا عن الاعتبارات السياسية، وتحويله الى رمز لكل الذين سقطوا في الحرب الأهلية الاسبانية، تلك الحرب التي نشبت بين الجنرال فرانكو والجمهوريين بين 1936 و1939، وراح ضحيتها الآلاف، وفقدت اسبانيا بسببها خيرة شبابها ومفكريها، وانتهت بفوز الجنرال فرانكو واندحار الجمهوريين. ومن أجل تخليد هذا الانتصار والذين قتلوا في سبيله، أمر فرانكو بإنشاء «وادي الشهداء» الذي يبعد بضعة كيلومترات عن بلدة الاسكوريال القريبة من العاصمة مدريد، وهو عبارة عن صليب هائل، أقيم على مرتفع صخري وخلفه كنيسة كبيرة في غابة من شجر الصنوبر. وقد قام بتصميم البناء المهندسان بيدرو موغروث ودييغو مينديث، وصنع تماثيله خوان دي ابالوس، واشرف على نصب الموزاييك سانتياغو بيدرو.

ويبلغ ارتفاع الصليب وحده 150 مترا، و300 متر إذا أضيف اليه ارتفاع الصخور المقامة عليه، وطول كل من ذراعيه 47 مترا، ويبلغ وزنه 181720 طنا. ويمكن مشاهدته من على بعد 40 كيلومترا. ويضم المبنى رفات 33872 من الذين سقطوا في الحرب الأهلية. ويذكر أن البناء استمر فيه من عام 1940 حتى عام 1958، ويقال ان السجناء من الجمهوريين سخروا للعمل في ذلك النصب.