الأستراليون ما زالوا يقعون في حبائل «الاحتيال النيجيري»

مخدوع سابق لدغ من جحر مرتين.. ومؤتمر قومي ليقيه وأمثاله من «الثالثة»

TT

ثمة سؤال يجوز طرحه في عالم الشبكة الإلكترونية، من دون أن يسيء لأحد أو يقلل من شأن بلد، لكثرة ما عهد الناس ما جرت تسميته أخيرا بـ«الاحتيال النيجيري». فمن عنده خدمة انترنت ولم يوجه إليه يوما ما، خطاب خاص باسمه يحكي عن ابنة جنرال أو ابن وزير سابق يريد تحويل ملايين أبيه بطريقة مشروعة إلى بنوك أوروبا والغرب؟ إنه شيء صار متكررا، ومقززا، بعد أن كان يثير الرثاء على «صغر» عقل من يوجهه.

أما في أستراليا فقد ضحك أهلها من أعماقهم في وقت سابق من العام الحالي، عندما عاد ديس غريغور صاحب مزرعة الاغنام العاشق الذي يشعر بالوحدة، إلى أليديد من غرب أفريقيا، من دون نقوده وأمتعته، والأمر الأكثر بعثا على الإحباط من كل ذلك، من دون العروس الفاتنة التي وعد بها عبر الإنترنت.

ولكن الضحك انقلب إلى نوع من عدم التصديق، حين علم الاستراليون أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض لها غريغور (مغشوش غرب أفريقيا نفسه) لنفس الخدعة الدولية حيث انه كان قد عاد في وقت سابق من روسيا من دون الحبيبة الموعودة، وبعد أن ضاعت أمواله.

وحاول المتحدثون في أول مؤتمر وطني عن «احتيال النيجيريين»، حسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية من أستراليا أمس، أن يفسروا سذاجة المغفلين مثل غريغور الذي كان يحول أموالا بمعدل 5.2 مليون دولار استرالي شهريا (مليوني دولار تقريبا) إلى غرب افريقيا. ويرى المفتش بريان هاي رئيس وحدة النصب والجريمة المنظمة التابعة للشرطة في كوينزلاند، أن «هناك الكثير من الناس في مجتمعنا مستجدون على الانترنت، ولا يدرون شيئا عن المخاطر، وما أن يدخلوا على الشبكة حتى تنهال عليهم الوعود بفرص كبيرة».

وليس غريغور وحده هو الذي وقع في حبائل هؤلاء المحتالين، فرجل الأعمال ستيفن بيكر من كوينزلاند خسر 3.1 مليون دولار استرالي (مليون دولار تقريبا) سعيا منه للحصول على ميراث خيالي، ولا أساس له، قدره 20 مليون دولار. وسافر بيكر إلى اسبانيا وإيطاليا ثلاث مرات لمقابلة مسؤولين حكوميين مزيفين من اسبانيا وإيطاليا وهولندا، وأخذ إلى بنك ليرى بنفسه النقود الموعودة في حقائب.