شركة عقار ألمانية تؤجر مبانيها حسب الاثنيات

في استفتاء للرأي: 61% من الألمان يؤيدون مثل هذه السياسة

TT

تعتقد شركة بناء وتأجير الشقق والبيوت «ناساوشه هايمشتديته»، التي تمتلك 64 ألف وحدة سكنية، أن التنوع الاثني في البناية الواحدة يتعارض مع الأمن والسلامة الاجتماعيين، ولذلك فقد قررت أن تؤجر كل حي من أحيائها السكنية إلى إثنية معينة تعيش في ألمانيا.

ورغم التمييز العنصري الواضح في سياسة الشركة العقارية فقد أثبت استفتاء للرأي أن غالبية الألمان يؤيدون مثل هذه السياسة.

وعبر توماس ديلجر، رئيس الشركة، عن إصراره على اتباع مثل هذه السياسة في تأجير المساكن رغم تعارضها مع توجهات «سياسة الاندماج» التي تنتهجها حكومة المستشارة انجيلا ميركل.

وذكر ديلجر لصحيفة «دي فيلت» أنه ما عاد يؤمن بـ«عائلة ناساوشه هايمشتديته المتنوعة الاثنيات السعيدة». وأضاف: «إن جدة ألمانية عمرها 75 سنة تختلف في وجهة نظرها من قضايا النظافة وتربية الأطفال عن عائلة مهاجرة شابة».

وفي دعوة تذكر بالغيتوات اليهودية السابقة ومعسكرات الاعتقال النازية، ذكر دلجر أيضا أن شركته ستحرص، من الآن فصاعدا، على جمع العوائل من الدائرة الثقافية الواحدة في مبنى واحد. وتعتبر «ناساوشه هايمشتديته» أكبر شركات بناء الوحدات السكنية في ولايتي هيسن (غرب) وتورنغن (شرق) وواحدة من أكبر شركات العقار السكني في ألمانيا. ويشارك رأس المال الخاص إلى جانب رأسمال حكومتي فرانكفورت وفيزبادن المحليتين في ميزانية الشركة. وعلل دنجلر هذه التوجهات بالخبرات التي جمعتها الشركة من المشاكل بين الأجانب والألمان. وأكد أن الألمان يودون أن يعرف الآخرون من هو صاحب القرار في هذا البلد. وأجرت صحيفة «دي فيلت» استفتاء بين 1392 من قرائها حول آرائهم في سياسة شركة «ناساوشه هايمشتديته»، فجاءت النتائج متوافقة مع تصريحات دنجلر وإن بطرق مختلفة. فقال 14% بشكل مباشر إنهم يؤيدون هذه السياسة إذا كانت تتجنب النزاعات بين مختلف المستأجرين. وقالت نسبة 61% إن الماضي أثبت أن المجتمع المتعدد الثقافات لن ينجح. وعبرت نسبة 19% عن اعتقادها بأن مثل هذه الإجراءات لن تحل المشاكل وإنما تتجنبها فقط. ورفضت نسبة 6% فقط سياسة شركة «ناساوشه هايمشتديته»، وقالت إن من يفعل ذلك لم يتعلم شيئا من دروس التاريخ، وهي إشارة واضحة إلى تاريخ ألمانيا النازي. وكان اخيم غروسمان، رئيس دائرة السكن الألمانية، قد اعتبر سياسة السكن المشترك من أهم أعمدة سياسة الاندماج التي تسعى الحكومة الاتحادية إليها. وقال غروسمان في مؤتمر حول السكن والاندماج ببرلين، عقد الأسبوع الماضي، إن سياسة الاندماج السكنية من أهم عوامل تحسين اندماج الأجانب في المجتمع الألماني إلى جانب الأنشطة الاجتماعية والمؤسساتية الأخرى.