كانت العادة أن تنتهز الممثلة الفرنسية المعتزلة بريجيت باردو فرصة احتفال مسلمي فرنسا بعيد الأضحى لكي تهاجم اسلوب نحر الأضاحي بحجة أنه يتسبب في عذاب للخراف، لكنها، هذه المرة، سلطت لسانها على دكان «بيرتيّون»، أشهر محلات بيع المرطبات (الآيس كريم) في باريس، ودعت الى مقاطعته.
وكان المحل الواقع في جزيرة سان لوي السياحية وسط نهر السين في العاصمة، قد أعلن بمناسبة أعياد الميلاد عن إطلاق مذاق جديد يضاف الى عشرات المذاقات التي تتميز بها مثلجاته، هو «الآيس كريم بنكهة كبد الوز السمين». ومن المعروف أن الفرنسيين يحرصون على تناول أكباد الوز المسمّنة (الفواغرا) في هذا الموسم من السنة . وطبعاً فإن الفواغرا هو غير الفياغرا وإن كان يعطي من يتناوله دفقة من المتعة.
وتحتج بريجيت باردو، منذ سنوات، على عادة تسمين أكباد الطيور لبيعها طازجة بسعر مرتفع أو تعليبها في عبوات تباع الملايين منها داخل فرنسا أو تصدر للخارج. وترى النجمة السابقة التي تحولت الى أشهر مدافعة عن حقوق الحيوان في العالم، أن هذه الممارسة هي نوع من التعذيب لحيوانات لطيفة لأنها تقوم على الامساك بأعناق الوز وإعلافها بالقوة بمواد تساعد على تضخيم أكبادها، قبل ذبحها.
لكن الاحتجاجات تذهب أدراج الرياح نظراً للمصالح الاقتصادية وللعائدات التي تجنيها فرنسا من إنتاج الأكباد السمينة التي تعتبر من علامات تفوق المطبخ الفرنسي وواحدة من الهدايا «القومية» التي تباع في المطارات لكي يأخذها السياح معهم الى أصدقائهم.