ألمانيا: الألعاب النارية تسجل رقماً قياسياً في تلويث البيئة

TT

دخلت مدينة كولون الألمانية (غرب)، مع دخول العام الجديد، التاريخ الميلادي الحديث كأول مدينة تحول مركزها إلى منطقة بيئية لا تدخلها السيارات التي تلوث البيئة. ومع دخول العام الجديد ثوانيه الأولى، أطلق سكان كولون كمًّا من الألعاب النارية أدى إلى تكون «سحابة سوداء» حجبت برجي كاتدرائية المدينة الشهيرة عن البصر.

وتأكيداً لتحذيراتها من خطر تلوث البيئة، قام خبراء دائرة البيئة في المدينة بقياس نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون ونسبة ذرات السخام في الجو قبل دخول العام الجديد وبعده. وأعلنت الدائرة عن تسجيل رقم قياسي جديد من ناحية تلوث البيئة بفعل الألعاب النارية والمفرقعات. وارتفعت نسبة السخام في شارع تورين بعد 5 دقائق من دخول عام 2008، إلى 100 ذرة في المتر المكعب الواحد، أي من 400 إلى 500% عن نسبتها قبل الساعة الثانية عشرة مساء.

وارتفعت نسبة ذرات السخام في حي رودنكيرشن من 20 إلى 85 ذرة في المتر المكعب خلال 20 دقيقة أثناء دخول العام الجديد. وفي حي مولهايم من 15 إلى 18 إلى 60 ذرة في المتر المكعب. كما سجل الباحثون نسبة 102 ذرة في المتر المكعب على سلسلة شوارع «رنغ» وقرب جسر دويتز على نهر الراين. ومعروفٌ انه يتجمع أكثر من نصف مليون إنسان سنوياً على الجسر المذكور، يقطعون المرور، ويطلقون عدة ملايين من الصواريخ والمفرقعات.

ويقول العلماء إن الجو البارد في المدينة، مقارنة بسطحها الدافئ بفعل حرارة المفرقعات، منعَ ذرات السخام من الارتفاع في الجو وأبقاها في ارتفاع قمة برج الكنيسة الذي يرتفع 157 مترا عن الأرض. وفي حين نجحت كاميرات العلماء في تصوير قمة الكنيسة قبل الساعة 12 مساءً، فإنها فشلت في تصوير البرجين بعد دخول العام الجديد بفعل سحابة التلوث التي غطت الكاتدرائية.

وهذا ليس كل شيء لأن الحرائق والإصابات والحوادث التي حصلت هذه السنة في كولون، بسبب عيد رأس السنة، اضطرت رجال الشرطة والمطافئ للتدخل 1200 مرة. وكان عدد حالات إنزال الشرطة والمطافئ أثناء دخول عام 2007 لا يزيد عن 627 حالة. وتم نقل 64 شخصاً إلى المستشفيات، وهم يعانون من حروق وإصابات ناجمة عن استخدام المفرقعات والألعاب النارية. ويقدر العلماء أن الألمان يشترون الألعاب النارية في عيد رأس السنة بمبالغ ترتفع إلى 90 مليون يورو. وتطلق هذه الكمية من المفرقعات والصواريخ 20 ـ 30 طنا من غاز ثاني أوكسيد الكربون إلى الجو.