مصائب قوم عند قوم فوائد

ارتفاع نسبة سرقات النحاس والحديد من ألمانيا بسبب حركة البناء في الصين وجنوب شرقي آسيا

TT

في محاولة لوقف لصوص الكابلات عند حدهم، اضطرت شركة «كولون اوفال اوفيس» المتخصصة بالبناء، إلى اتخاذ إجراءات غير اعتيادية. فمن يزور موقع بناء الشركة على ضفة الراين، على كورنيش غوستاف هاينمان، سيلاحظ قطعة كبيرة سوداء مكتوبة بخط أخضر تقول «السادة المحترمون لصوص الكابلات، موقع البناء تراقبه كاميرات الفيديو، وكابلاتنا مربوطة بتيار 400 فولت».

وذكر هوبرت غارسوس ، مدير الموقع، ان للإجراءات ما يبررها، إذ نجح لصوص الكابلات بسرقة مئات الأمتار خلال فترة أعياد الميلاد. ويبدو أنهم كانوا يستخدمون شاحنات ثقيلة لنقل «البضاعة» لأنهم اختاروا الكابلات النحاسية الثقيلة، مما أدى إلى ارتفاع سعر المتر الواحد من كابلات النحاس في السوق السوداء إلى 30 يورو للمتر، بينما ارتفع سعر طن من قضبان الحديد، المستخدمة في البناء، إلى 300 يورو، وسعر الطن الواحد من النحاس من 1000 يورو إلى 5900 يورو خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وعزا غارسوس ازدياد سرقات وتهريب النحاس والحديد من ألمانيا إلى انتعاش حركة البناء في الصين وجنوب شرق آسيا. فالكابلات المسروقة من ألمانيا تباع في الصين بأسعار تتراوح بين 30-100 في المائة عن أسعار السوق الصينية. كما تحولت سرقة الكابلات إلى مصدر رزق للصوص الصغار، مثل المتشردين ومدمني الكحول، الذين يمولون أنفسهم من تجارة النحاس.

ويبدو أن الحماية من لصوص النحاس ليست رخيصة، لأن شركة فاغنر للخردة في فرانكفورت، زودت مخازنها بأجهزة إنذار وصيانة بلغت كلفتها 100 ألف يورو. وجاءت هذه الإجراءات بعد تعرض الشركة لسرقات تبلغ قيمتها 15 ألف يورو في السنة منذ عام 2002. والطريف ان هؤلاء اللصوص لا يتوقفون عند حد، ففي ربيع العام الماضي، مثلا، توقف القطار السريع بين دريسدن وهامبورغ في بقعة غير مأهولة من الطريق بسبب قيام مجهولين بسرقة الكابلات الكهربائية النحاسية التي تؤمن وصول الكهرباء للقطار. وقدرت دائرة السكك الحديدية خسائرها في العام الماضي بأكثر من 20 مليون يورو. وتشير شرطة سكسونيا (شرق) إلى أن الولاية شهدت بين منتصف يناير ومنتصف يونيو 2007 أكثر من 1483 سرقة معادن وصلت قيمتها إلى 2,4 مليون يورو مقابل 606 حالة مماثلة في نفس الوقت من عام 2006 وصلت قيمتها إلى 1,1 مليون يورو. وشملت الحالات سرقات كابلات القطارات والسكك وكابلات الإعلانات الضوئية وشبكات المياه، بل حتى الموتى لم ينجوا من الأمر، حيث سرق مجهولون 10 أصص زهور نحاسية من مقبرة شتوفلر في ابريل الماضي.