الكسندر دو باري غادر الدنيا على أطراف أصابعه

رحيل مصفف شعر النجمات والأميرات

TT

بدون ضجيج، رحل في باريس مصفف الشعر الفرنسي ذو الشهرة العالمية الكسندر دو باري ريمون، كوافير النجوم والأميرات. ولم يصل الخبر الى وسائل الاعلام إلا بعد أن نشرت أسرته نعياً صغيراً في صفحة الوفيات بصحيفة «الفيغارو» أمس. وولد الكسندر ريمون في جنوب فرنسا عام 1922، وتعلم تصفيف الشعر في مدينة «كان». وكان يمكن أن يعيش حياته مغموراً مثل آلاف الحلاقين في البلد لولا أن زبونته إيفيت لابروس، وهي ملكة جمال فرنسا لعام 1930، تزوجت من الأغا خان الثالث ودلت كافة سيدات الطبقة المرفهة على دكان حلاقها الموهوب.

وفي عام 1957 انتقل الكسندر الى باريس وافتتح صالوناً له في جادة «ماتينيون»، بالقرب من قصر «الأليزيه». وتوطدت شهرته عندما اختارته الممثلة الأميركية إليزابيث تايلور، عام 1961  لتصميم تسريحة كليوباترا في الفيلم الشهير الذي قامت ببطولته عن الملكة المصرية القديمة. وكان الكسندر الذي لازم الممثلة في غرفة الماكياج شاهداً على ولادة قصة الحب بينها وبين زميلها في الفيلم الممثل ريتشارد بيرتون. وسرعان ما أصبح الكسندر مصفف الشعر المطلوب في كل الأعراس الملكية في أوروبا، كما افتتح فروعاً لصالونه في الولايات المتحدة واليابان. ولما زار الرئيس الأميركي الأسبق جون كنيدي باريس مع زوجته جاكلين وحلّ ضيفاً على الجنرال ديغول، تولى كوافير النجوم تسريح الأميركية الأولى رافعاً شعرها الى أعلى الرأس على هيئة شينيون وناثراً عليه حبات من الألماس. وبتلك التسريحة حضرت جاكي حفلة العشاء الرسمية التي أقامها الجنرال على شرف الضيفين في قاعة المرايا بقصر فيرساي.

وخلال نصف قرن من العمل مرت بين يدي الكسندر رؤوس تدير الرؤوس، من أمثال غريتا غاربو وأودري هيبورن وأميرة موناكو غريس كيلي وليزا مينيلي ورومي شنايدر وماريا كالاس وشيرلي ماكلين. كما كان مصفف الشعر المعتمد في مسرحيات فرقة «الكوميدي فرانسيز» العريقة في باريس.

وتقاعد الكسندر دو باري عام 1990 بعد أن نال كل أشكال التكريم من بلده، ومنها «الكشتبان الذهبي» الذي يمنح عادة لكبار مصممي الأزياء، فقد كان مصفف الشعر المفضل لعروض الأزياء التي يقدمها المصممون. كما كان واحداً من أكثر الرجال أناقة في باريس.