وفاة يونان لبيب رزق أبرز المؤرخين المصريين

رحيل صاحب «ديوان الحياة»

TT

وكأن التاريخ في مصر يفقد مؤرخيه الواحد تلو الآخر، فبعد رحيل الدكتور عبد العظيم رمضان في الرابع من شهر يوليو (تموز) في العام الماضي، ورحيل الكاتب جمال بدوي في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، رحل صباح أمس في القاهرة الدكتور يونان لبيب رزق أستاذ التاريخ المعاصر وأحد أبرز المؤرخين المصريين للعصر الحديث في مصر، عن عمر يناهز 74 عاما في منزله بحي مدينة نصر في شرق القاهرة، بينما أقيمت مراسم الدفن بكنيسة مصر الجديدة.

وصرح عماد أبو غازي المشرف على اللجان بالمجلس الأعلى للثقافة، بأن الدكتور يونان لبيب رزق الذي كان عضوا بلجنة التاريخ في المجلس، لم يعان من أية أمراض في الفترة الأخيرة بل كان يمارس نشاطه العلمي بشكله المعتاد حتى اليومين الماضيين. إلا أنه تغيب عن حضور المؤتمر الذي ينظمه المجلس عن حياة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمناسبة ذكرى ميلاده التسعين، والذي كان قد بدأ فعالياته صباح أمس بالمجلس الأعلى للثقافة.

ولد الدكتور يونان لبيب رزق في 27 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1933، ودرس التاريخ بكلية الآداب بجامعة عين شمس التي تخرج فيها عام 1955 وواصل دراساته العليا في هذا المجال بنفس الجامعة حتى حصل على ماجستير التاريخ الحديث في عام 1963، بينما حصل على الدكتوراه في عام 1967. وترقي في مناصبه الجامعية حتى ترأس قسم التاريخ بكلية الآداب حتى خروجه على المعاش في عام 1994. وقد أثرى الدكتور يونان لبيب رزق الحياة التوثيقية لأحداث التاريخ الحديث في مصر بالعديد من المؤلفات من بينها كتاب «الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطاني»، وكتاب «حرية الصحافة في مصر من عام 1778 وحتى عام 1924»، وكتاب «الأحزاب المصرية قبل الثورة»، وكتاب «الوفد والكتاب الأسود». كما كان لكتابه «الأصول التاريخية ومسألة طابا» الذي قدمه في عام 1983، دور بارز في التحكيم بأحقية مصر بمنطقة طابا التي أثبت أنها أرض مصرية وليست إسرائيلية كما كانت تدعي إسرائيل، في التحكيم الدولي الذي جرت وقائعه في عام 1991 وشارك فيه. كما كانت له مقالة أسبوعية منذ عام 1995 في جريدة «الأهرام» عمل من خلالها على التوثيق لبعض مجريات وقائع التاريخ المصري الحديث منذ بدايات القرن الماضي وكان يكتبه تحت عنوان «ديوان الحياة المعاصرة». وقد منح الراحل جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1995، وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام 2004.