تزيين قاعة أوبرا فيينا بورود «صديقة للبيئة»

بسبب حرب الزهور

TT

32 ألف وردة من اللون البمبي الفاتح، واللون الخوخي الغامق، ستزين قاعة اوبرا فيينا احتفاء بحفلها السنوي يوم 31 الجاري. ليس ذلك هو المهم فحسب. المهم هو أنها ورود «صديقة للبيئة» وبذلك تكون الادارة الجديدة لأشهر حفل اوبرالي في العالم قد نجحت في إطفاء نار ما عرف باسم «حرب الورد» التي ظلت طاحنة بين اجهزة نمساوية مختلفة، لاكثر من عامين، بسبب نوعية الورود المستخدمة خاصة ان الورد يعتبر ركنا اساسيا من اركان إنجاح الحفل الذي يحضره ملوك ورؤساء ومشاهير العالم، ويدفعون مئات آلاف اليوروات ثمنا لتذكرة واحدة في المقاعد المميزة (اللوج).

وفي بيان صحافي اعلنت بيترا باير، الناطقة الرسمية باسم الاوبرا، عن استيراد 32 ألف وردة من مزارع التجارة العادلة «Fair Trade» مختومة بختم الجمعية الدولية لحقوق الانسان FAIN ستصل من مزارع خاصة من الاكوادور وايطاليا. وأكدت باير ان تلك هي الورود الوحيدة التي ستستخدم لتلك الليلة الكبيرة.

وتعود حرب الورد هذه لعام 2006 عندما تم تزيين قاعة الاوبرا بورود تم استيرادها من اسواق عالمية عادية. منها اسواق هولندية، واخرى من جنوب افريقيا بل من النمسا نفسها. وهي متاجر لا تهتم ولا تراعي قوانين التجارة العادلة التي تهدف اساسا لتشغيل النساء بغرض مساعدتهن في إعالة اسرهن، وتحافظ على حقوقهن من ساعات الدوام المحددة. وأثار تجاهل استيراد تلك الورود المثالية غضب الرأي العام النمساوي بما في ذلك كثير من الجهات الحكومية التي رأت في ذلك عدم اهتمام من ادارة الاوبرا، وتجاهلا لما تحرص عليه النمسا من سياسة تؤمن بضرورة الحفاظ على البيئة ومراعاة حقوق الانسان وعدم استغلال العاملين، لا سيما ان حفل الاوبرا يعتبر حفلا رسميا يحضره سنويا رئيس الدولة واعضاء الحكومة وضيوفها، وهي اشهر مناسبة نمساوية تفوق شهرتها الكثير من الاحتفالات العالمية. وفي محاولة لتجنب حرب الورد وما سببته من مأزق حاول القائمون على تنظيم الحفل في العام الماضي استبدال الورود بأوراق شجر مختلفة الحجم، ومن درجات متعددة من اللون الاخضر، تم استيرادها من مؤسسات التجارة العادلة لكنها لم تنل الاعجاب الذي يحظى به الورد عادة.

ولكن هذا العام وكما يبشر البيان الصحافي فان الادارة الجديدة فهمت الدرس.واستوعبت اهمية اطفاء نار حرب الورد. فعملت على استيراد 32 الف وردة صديقة للبيئة من اجل اجمل حفل.