«كاتوشا» ملهمة سان لوران اختفت من عوامتها في باريس

العارضة الأفريقية المتقاعدة نشرت كتاباً ضد ختان البنات الذي كانت إحدى ضحاياه

TT

يثير اختفاء عارضة أزياء أفريقية سابقة من منزلها في باريس تساؤلات حول وجود أصابع خارجية، خصوصاً وأنها كانت قد لفتت وسائل الاعلام، منذ فترة، بعد أن نشرت سيرة حياتها التي نددت فيها بختان البنات، الذي تعرضت له في طفولتها. ولم يشاهد أحد العارضة الغينية كاتوشا نيان ،47 عاماً، منذ اسبوع، أي منذ أن عادت في ليلة مطيرة الى عوامتها الراسية قرب جسر «ألكسندر الثالث»، بعد عشاء مع مجموعة من الأصدقاء الذين رافقوها الى أمام رصيف العوامة.

 وبعد فشلهم في الاتصال بها أو العثور عليها، قام أصدقاء العارضة بابلاغ الشرطة، وتولى التحقيق في الملف القسم المتخصص في متابعة التعديات على الأفراد، وهي الجهة التي تلاحق قضايا الاختفاء المثير للشبهات. وأثار الخبر اهتمام وسائل الاعلام لأن كاتوشا كانت واحدة من أشهر العارضات السوداوات اللواتي كسرن احتكار الشقراوات للمهنة، أواخر ثمانينيات القرن الماضي، فأصبحت ملهمة المصمم المعروف إيف سان لوران.  وظلت كاتوشا، وهي أُم لثلاثة أبناء يعيشون في السنيغال، تعيش حياة مرفهة ولاهية رغم اعتزالها المهنة، وكانت أنيقة وترتدي باستمرار أحذية ذات كعوب عالية، الأمر الذي يرجح احتمال تخلخل توازنها وسقوطها في نهر «السين»، ليلة عودتها الى العوامة، على افتراض أنها كانت ثملة. ومما يعزز فرضية الغرق ما شهد به ابن صاحبة العوامة التي تقيم فيها العارضة، حيث قال إنه عثر، في الصباح التالي، على الهاتف النقال لكاتوشا متروكاً في مقدمة العوامة، وكذلك حقيبة يدها التي تحتوي على بطاقتها الائتمانية وحاجياتها الشخصية، وبضمنها نظاراتها الطبية لأنها كانت تعاني من قصر نظر.

ويعمل المحققون في اتجاهين، الأول هو فرضية السقوط العرضي في النهر، والثاني احتمال الانتحار. لكن الغواصين الذين فتشوا أعماق النهر في منطقة العوامة لم يعثروا على شيء حتى يوم أمس. وحسب أحد أفراد فريق البحث فإن تيارات قوية تجتاح «السين» في مثل هذا الموسم من السنة، ومن المرجح أن يكون التيار قد جرف الجثة بعيداً، الأمر الذي يعرقل فرص البحث. لكن احتمال تعرض كاتوشا للاعتداء الخارجي مازال أضعف الفرضيات.