نداء من الحكومة البريطانية إشتر وردة من كينيا.. تساعد شعباً منكوباً

تزامناً مع يوم الحب

TT

تزدحم محلات الورود حول العالم يوم 14 فبراير (شباط) من كل عام بطلبات المحبين لشراء الورود لحبيباتهم. وعند اختيار المتجر المعين أو باقة الزهور المحددة، عادة ما ينشغل ذهن المشتري بعوامل مثل تكلفة شراء الزهور أو موعد توصيلها. لكن الحكومة البريطانية تطلب من العاشقين من ابناء شعبها هذا العام بأن يأخذوا عاملا آخر في عين الاعتبار، وهو مصدر تلك الزهور. ووجه وزير التنمية الدولية البريطاني دوغلاس الكساندر نداءً يوم أمس للبريطانيين، قائلاً: «يمكن للجميع ان يساعدوا في يوم الحب ليشملوا المزارعين الكينيين الذين يعملون جاهدين، مع الازمة السياسية الراهنة في البلاد، للتأكد من وصول ورودهم الى السوق تزامناً مع 14 فبراير». وبما ان ثلث الورود في بريطانيا تأتي من كينيا، يعتبر الدعم البريطاني لهذا القطاع مهماً جداً لكينيا في ظل الاضطرابات السياسية الراهنة. وتزامناً مع الحملة البريطانية لدعم المزارعين في كينيا، قال ألكساندر: «من المشجع ان المزيد من الناس اصبحوا يعرفون فوائد شراء المنتجات من الدول النامية كطريقة لدعم افقر الشعوب في العالم». وأظهرت إحصاءات أخيرة في بريطانيا ان 60 في المئة من النساء يفضلن الهدايا «الاخلاقية»، أي المنتجات المتعلقة بقضايا اجتماعية مثل اليد العاملة من دول فقيرة أو تصنيعها راعي البيئة. وبسبب العنف الذي نشب في كينيا عقب الانتخابات الرئاسة في 27 ديسمبر (كانون الاول)، تعرض الاقتصاد الكيني الى ضربات عدة، على رأسها انهيار قطاع السياحة الذي كان مصدر دخل كينيا الاول والقطاع الزراعي وهو مصدر دخلها الثاني. ويجلب القطاع الزراعي 250 مليون دولار الى كينيا سنوياً ويوظف 100 الف كيني بشكل مباشر، ومليوني كيني بشكل غير مباشر. ويذكر ان كينيا هي الدولة الاولى المصدرة للزهور الى الاتحاد الاوروبي، فهي مصدر لـ32 في المائة من واردات الورود في الاتحاد الاوروبي. وقالت ناطقة باسم وزارة التنمية الدولية لـ«الشرق الاوسط»: «لا نريد ان نحكم على المشتري من اين يشتري وروده، ولكن من المهم ان نوضح له القوة الشرائية التي يتمتع بها وقدرته على مساعدة الناس في العالم النامي بطرق بسيطة ومبتكرة». وأضافت ان الوزارة أجرت حملة مشابهة العام الماضي لدعم المزارعين من الدول الفقيرة، ولكن هذا العام الوضع يختلف بسبب الازمة السياسية في كينيا، لافتة الى انها «مرحلة مهمة بالنسبة لكينيا والحملة هذا العام تهدف الى مساعدة المزارعين هناك».

وتلفت وزارة التنمية الدولية البريطانية الى ان انتاج الزهور في كينيا ونقلها الى المملكة المتحدة جواً يساعد البيئة ايضاً، اذ يسبب فقط 20 في المائة من الانبعاثات الغازية التي تسببها زراعات الورود في هولندا. ويأتي الفرق نتيجة لزرع الورود في كينيا بالهواء الطلق بشكل طبيعي، بينما تعتمد هولندا على بيوت الزجاج ذات التدفئة الاصطناعية.