أول «غارة» على مقاهي الشيشة في باريس

العشرات منها فقدت زبائنها بعد قرار حظر التدخين في الأماكن العامة

TT

للتأكد من الالتزام بقرار منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة، أغارت فرقة من الشرطة، على عدد من مقاهي الشيشة «النارجيلة» الواقعة في حي «موفتار» في باريس، مساء أول من أمس، من دون أن تضبط زبائن يخالفون القرار الذي دخل حيز التنفيذ منذ أول هذا العام. وفقدت هذه المقاهي 80 في المائة من زبائنها خلال الأسابيع الماضية.

ويحوي هذا الشارع السياحي وحده 16 مقهى يحمل أغلبها أسماء عربية، مثل «المقهى المصري»، و«أُم كلثوم» و«بغداد كافيه». ويتردد على هذه المقاهي التي بدأت في الظهور قبل حوالي السنوات العشر خليط من الشباب الفرنسي والسياح الأوروبيين، وعدد من هواة النارجيلة الذين اعتادوا عليها في بلدانهم الأصلية، أغلبهم من التونسيين والمصريين واللبنانيين.

واستثمر أصحاب هذه المقاهي مبالغ لا بأس بها في تأثيث المقاهي بتخوت شرقية وفوانيس مصرية وقيشاني مغربي، عدا عن النراجيل المستوردة من تونس وسورية وأنواع التبغ العالي الكلفة، إضافة للضرائب الباهظة المفروضة عليه في فرنسا. كما لجأ بعض المقاهي إلى نصب أجهزة ساحبة للدخان وطرده إلى الخارج. لهذا جاء قرار منع التدخين ليصيب مقاهي الشيشة في الصميم. وتظاهر عدد من أصحاب المقاهي أمام مبنى بلدية باريس وتقدموا بشكاوى إلى الجهات المختصة لكن المنع ظل سارياً.

وأغلق عدد من هذه المقاهي أبوابه خلال الشهر الماضي، بينما تحول قسم منها إلى مطاعم. لكن هناك من بقي صامداً على أمل أن تراجع السلطات الصحية موقفها أو أن تستثني مقاهي الشيشة باعتبارها أماكن مغلقة للتدخين.

ولاحظ رجال الشرطة أن عشرات النراجيل كانت مصفوفة في الزوايا في انتظار موسم الصيف وإمكانية التدخين في الفسحات الخارجية. لكنهم لم يحرروا مخالفة وليس لديهم تعليمات محددة تخص مقاهي الشيشة. وفي حين يمنع القانون أصحاب المقاهي، عموماً، من تقديم أي خدمات للزبائن المدخنين، مثل توفير المنافض لهم، فإن صاحب مقهى الشيشة يعتبر شريكاً في المخالفة لأنه يقدم أداة التدخين بنفسه للزبون. وتبلغ عقوبة المخالف 135 يورو، عدا غرامة الزبون.