صومالي يحصل على تركة زوجته السويسرية بعد 20 عاما في أروقة المحاكم

TT

استطاع الصومالي إبراهيم سعيد محمد خلال الأيام القليلة الفائتة الحصول على ارثه من زوجته السويسرية التي توفيت قبل اكثر من عشرين عاما، وبالتحديد في عام 1981، قضاها في أروقة المحاكم السويسرية لهذا الغرض.

وتعود فصول حكاية إبراهيم سعيد عندما اقترن بفتاة سويسرية أيام دراسته في جامعة زيورخ (تخصص علوم اقتصادية) عام .1978 وبعد ثلاثة أعوام توفيت زوجته إثر مرض عضال تاركة له ما يقرب من 200 ألف فرنك سويسري (حوالي 120 ألف دولار أميركي) بالاضافة الى شقة مكونة من غرفة واحدة، لكنه لم يستطع الحصول على الإرث بالسهولة التي كان يتصورها آنذاك، وظل يعاني الأمرين خلال السنوات العشرين الماضية كما قال لـ«الشرق الأوسط»، معتقدا أن قضيته جعلت منه واحدا من أشهر زبائن محكمة لوزان السويسرية، وهو ما جعله أيضا يتعرف على الكثير من الموظفين السويسريين ربطته بهم علاقات أسرية بعد أن عاشوا معه تفاصيل القضية.

ورغم الوصية التي تركتها زوجته الا انها لم تشفع له، اذ حاولت السلطات السويسرية، كما يزعم، عدم تسليمه ارث زوجته، لهذا قرر رفع دعوى قضائية على الحكومة السويسرية عام .1981 ويؤكد سعيد أن «البيروقراطية التي تتسيد المؤسسات السويسرية الرسمية هي التي تسببت في ما عاناه في سبيل الحصول على حقه من تركة زوجته، مبينا أنه في سنوات معينة نسي القضية ولم يعد يفكر في الأمر، خاصة أنه يعمل في شركة استثمارية كبرى في جنيف، وترك القضية بين يدي محاميه الذي تابعها. موضحا أن المحامي عندما أخبره أنه ربح القضية ويستطيع التصرف في التركة لم يصدق، واعتقد الأمر مجرد مزحة، لكنه في ما بعد تيقن ان المستحيل قد يتحقق في الواقع خاصة في سويسرا التي تحكمها الرتابة والروتين.

وعما اذا كان يفكر برفع دعوى قضائية على الحكومة السويسرية مطالبا بالفوائد المتراكمة للمبلغ منذ عشرين عاما، أجاب سعيد أنه لا يفكر بذلك مع ان محاميه عرض عليه الفكرة لأنه سيتأخر تسليم المبلغ الأصلي له الى ان يبت في الدعوى القضائية الجديدة، ويكون آنذاك قد رحل هو أيضا عن الدنيا.

وأخيرا قال انه لم يتزوج ثانية بعد رحيل زوجته لانشغاله الشديد بأعماله.