فرنسا تحتفل بمرور 200 عام على «البكالوريا»

أطلقها نابوليون وكانت شفهية وباللاتينية وللذكور فقط

TT

احتفلت الأوساط التعليمية في فرنسا، أمس، بالذكرى 200 لاعتماد امتحان البكالوريا وسيلة لتقييم معارف الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية. وهي الوسيلة التي انتقلت، في مراحل تالية، الى العديد من الأنظمة التعليمية في العالم، ومنها البلاد العربية.

وظهر هذا الامتحان العام الى الوجود في 17 مارس (آذار) 1808 بمرسوم صادر عن الامبراطور نابوليون. وكان يجري شفاهياً فقط وباللغة اللاتينية في القسم الأكبر منه.

ويحتمل أن يكون مصطلح «باكا لوريا» مأخوذاً من تلك اللغة ويعني منفذ الغار. لكنه يعني اليوم للملايين من الطلاب وللعائلات في أنحاء العالم فترة من الاستعداد والمذاكرة والتوتر العصبي.

واجتاز هذا الامتحان، في دورته الأولى، 30 طالباً فقط، خضعوا لاستجواب مدته ثلاثة أرباع الساعة حول كل ما درسوه خلال السنوات الست للمرحلة الثانوية في اللغتين اللاتينية واليونانية والفرنسية ومبادئ الفلسفة. وكان الممتحنون من أساتذة الجامعة. وفي عام 1820 أضيفت مادتا التاريخ والجغرافيا الى الامتحان، وبعدها بسنة أضيفت الرياضيات والفيزياء. وفي عام 1830 بات يتعين على الطلاب الخضوع لامتحان تحريري باللاتينية، بدل الشفهي، مدته ساعتان. ومن يومها ظهرت «المقررات» التحضيرية التي تطبع على هامش المناهج الدراسية لكي ترشد الممتحنين (بفتح الحاء) الجدد الى نوع الأسئلة في السنوات السابقة والى إجاباتها الصحيحة.

وظل امتحان البكالوريا مقصوراً على الطلاب من الذكور حتى عام 1861. وفي ذلك العام حصلت الطالبة جولي فيكتوار دوبييه على حق التقدم للامتحان في مدينة ليون.

وبعد أن كان التقييم يقتصر على علامات «جيد جداًً، وجيد، ومقبول، وسيء»، صار الممتحنون، اعتباراً من عام 1854، يستخدمون كرات صغيرة بثلاثة ألوان يلقون بها في صندوق يجمع علامات كل طالب في الاختبارات الثمانية التي يضمها الامتحان.

وكانت الكرة البيضاء تعني النجاح والحمراء تعني الوسط والسوداء تعني الرسوب. وإذا حصل الطالب على ثماني كرات بيض فالعلامة النهائية هي «جيد جداً»، وإذا كان نصيبه ثماني كرات سود فهو من الفاشلين في البكالوريا.

ولم يبدأ تقويم النتائج بعلامات تتدرج بين علامة واحدة وعشرين علامة إلا في عام 1890/ 1891. ومع حلول القرن العشرين تضاعف عدد المتقدمين سنوياً لهذا الامتحان حتى تجاوز الألفين. وفي منتصف العشرينيات تزايد عدد الطالبات بعد معادلة مناهج الدراسة في مدارس البنات مع تلك المقررة في مدارس الذكور. وصار هناك نوعان من شهادة البكالوريا، واحدة للفرع الأدبي والأخرى للعلمي، قبل أن تضاف اليهما البكالوريا الصناعية والتجارية.