براءة رمسيس الثاني من تهمة سرقة تماثيل أسلافه الفراعنة

بعد العثور على نقش أثري يصور تنصيب ثلاثة تماثيل له في معبد الأقصر

TT

برأ نقش اثري عثر عليه آثاريون مصريون الملك رمسيس الثاني أشهر ملوك الدولة الفرعونية الحديثة (1304 إلى 1237 قبل الميلاد) من تهمة سرقة تماثيل أسلافه من الملوك الفراعنة، بخاصة الملك «أمنحتب الثالث» باني معبد الأقصر، وهي التهمة التي ظلت تشكل قناعة لدى معظم علماء المصريات.

قادت المصادفة المحضة فريقا من المرممين بالمجلس الأعلى المصري للآثار، يقوم حاليا بأعمال صيانة وترميم لمسجد أبو الحجاج الأقصري المشيد فوق الفناء المفتوح لـ«رمسيس الثاني» في معبد الأقصر، إلى اكتشاف نقوش فرعونية نادرة يبرئ بعضها الملك «رمسيس الثاني» من تهمة سرقة تماثيل أسلافه، كما اكتشف الفريق بقايا كنيسة داخل المسجد تعود إلى بدايات القرنين الخامس والسادس الميلاديين.   وحسب الآثاري صبري عبد العزيز، رئيس قطاع الآثار الفرعونية، فإن فريق المجلس الأعلى للآثار الذي يعمل على إصلاح وترميم جدران المسجد والضريح بسبب نشوب حريق بهما، عثر على مجموعة من النقوش المهمة تخص الملك رمسيس الثاني. وبدراسة هذه النقوش اتضح أنها تتنوع بين نقوش غائرة بصورة كبيرة، وبين كتابات بخطوط هيروغليفية رأسية تتحدث عن انتصارات «رمسيس»، خاصة على الجدار الشرقي للمسجد  كما عثر فريق الترميم على نقش كبير للملك «رمسيس الثاني» وهو يقدم قرابين للمعبود «آمون رع»، داعية طيبة عند الفراعنة، والذي كان يتميز بريشتين على الرأس. ومن أهم المناظر التي كشف عنها في داخل المسجد منظر كبير يمثل الملك «رمسيس الثاني» وهو يقدم مسلتين لمعبد «آمون رع»، ولا تزال إحداهما قائمة أمام معبد الأقصر حتى اليوم، أما المسلة الثانية فقد أهداها محمد على إلى «لويس التاسع عشر» ملك فرنسا في مطلع القرن التاسع عشر، والذي نصبها في ساحة الكونكورد في باريس.  أما النقش الذي يبرئ الملك «رمسيس الثاني»، وهو الأهم بين النقوش، فيشير عبد العزيز إلى أنه عبارة عن مشهد يرى فيه أحد كبار رجال الدولة وهو يقوم بنصب ثلاثة تماثيل لـ«رمسيس»، أحدها وهو يضع تاج مصر العليا، والآخر وهو يضع تاج مصر السفلى، والثالث وهو يضع غطاء النمس الفرعوني.

وهنا يستشهد الأثريون بهذا النقش في كونه يبرئ «رمسيس الثاني» من تهمة اغتصاب تماثيل «أمنحتب الثالث»، وهو ما كان يعتقده كثيرون من علماء المصريات.