رحيل تشارلتون هيستون.. أحد عمالقة هوليوود و«لوبي» حمل السلاح

توفي بعد المعاناة مع الزهايمر

TT

توفي يوم السبت أول من أمس، نجم السينما الأميركية تشارلتون هيستون في منزله في بيفرلي هيلز، عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، حسبما أعلنت اسرته. وعانى هيستون في آخر سنوات حياته من مرض الزهايمر، الذي أصاب أيضاً الممثل والرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، أحد أصدقائه المقربين. وللممثل ابنان وكانت زوجته تقوم على رعايته إلى أن توفي. هيستون صاحب الأداء المميز قام بأدوار بارزة مثل الفنان الإيطالي مايكل أنجلو، وخلف من ورائه تركة سينمائية تضعه في مصاف النجوم الكبار في تاريخ هوليوود، حيث شارك في أكثر من 70 فيلما، كما حصل على جائزة أوسكار أحسن ممثل عام 1960 عن دوره في فيلم «بين ـ هور».

وفي عام 1956 أسند اليه دور النبي موسى، في فيلم «الوصايا العشر»، الذي بلغت تكاليفه 5.7 مليون دولار، ليصبح أكثر الأفلام تكلفة في هذا الوقت، كما حقق ثاني أعلى إيرادات في هذا الوقت بعد فيلم «ذهب مع الريح».

ولد تشارلتون هيستون، واسمه الحقيقي جون تشارلز كارتر، في الرابع من اكتوبر (تشرين الأول) 1923 في إيفانستون بولاية ايلينوي، وكان والده يعمل طحانا. وبعد بداية في الاذاعة والمسرح، تلقى دروسا في الفن المسرحي في جامعة نورث وسترن يونيفرسيتي، قبل ان يعمل في سلاح الجو خلال الحرب العالمية الثانية.

الفنان ذو العينين الزرقاوين والجسد الرياضي، سعى الى تجربة حظه في عالم المسرح، فتوجه الى برودواي ليبدأ في عام 1947 مسرحية «انطونيو وكليوباترا» قبل أن ينطلق في عمل مستوحى من «يوليوس قيصر» للتلفزيون (1948) مما لفت اليه انظار هوليوود.

وفي عام 1950 عرض عليه الدور الرئيسي في فيلم «دارك سيتي» (المدينة المظلمة) قبل أن يسند اليه بطولة فيلم «ذا بيغست شو إن ذا وورلد» (اكبر استعراض في العالم) الذي حصل على اوسكار افضل فيلم 1951 لينطلق بعد ذلك نجم تشارلتون هيستون في عالم السينما. وهكذا من خلال خمسين عاما من العمل الفني، صنع هذا النجم لنفسه، صورة الممثل القادر على تجسيد الشخصيات التاريخية المهمة مع البقاء نجما مسرحيا.

كان هيستون يميل الى كتابات الشاعر والكاتب الانجليزي وليام شكسبير، فكان يعتلي خشبة المسرح كلما سمح له وقته بذلك، وعمل امام صوفيا لورين وآفا غاردنر. كما جرب هيستون ايضا حظه في الاخراج مع «انطونيو وكليوباترا» عام 1971 و«حمى الذهب» عام 1982. اشتهر تشارلتون هيستون بمعارضته للاجهاض وتأييده للحق في حمل السلاح الفردي، حيث كان عضوا ناشطا في الجمعية الوطنية للأسلحة الفردية، اللوبي القوي للسلاح الناري في الولايات المتحدة.

كما تولى رئاسة نقابة الممثلين ست مرات، قبل أن يرأس معهد «الفيلم الأميركي».

وكان يدعم في بادئ الامر الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة الاميركية، اذ ساند أدلاي ستيفنسون في مواجهة دوايت ايزنهاور وجون كنيدي، ضد ريتشارد نيكسون، الا أنه تحول لمساندة الجمهوري نيكسون عام 1972 كما ساند صديقه القديم الممثل السابق رونالد ريغان، عندما سعى للفوز برئاسة الولايات المتحدة.