عشاء فاخر للأثرياء في بانكوك لجعلهم يشعرون بحرمان الفقراء

كلفته 300 ألف دولار.. وقاطعه الطباخون الفرنسيون لدوافع أخلاقية

TT

بالرغم من مقاطعة مجموعة من الطباخين الفرنسيين المرموقين لدوافع أخلاقية، نفذت مجموعة فندقية تايلاندية مشروعا مثيرا للجدل مع تنظيم حفل عشاء بكلفة 300 الف دولار، يفترض به ان يجعل الأغنياء يشعرون بمعاناة الفقراء.

فقد استمتع حوالي 120 مدعوا في لباس السهرة بعشاء من 10 أطباق أعده 5 من امهر طباخي أوروبا، قدم في قاعدة الاحتفالات الفخمة في فندق ليبوا في بانكوك، الذي نظم هذا الحدث.

وعلا وجه بعض «الشخصيات المهمة» نوعا من الحمرة، ربما بسبب النبيذ الفاخر الذي قدم، أو أيضا جراء امضائهم يوما طويلا تحت الشمس في قرية ريفية تايلاندية، وهي مرحلة سابقة الزامية في اطار «السياحة العاطفية» التي اراد ليبوا ان يمد بها الجسور بين الاثرياء والفقراء. فقبل العشاء، نقلت المجموعة حوالي 30 من مدعويها على متن طائرة خاصة الى شمال تايلاند، لزيارة مزرعة للفيلة وتوعية الأثرياء بحالة الفقر وإثارة حب الخير لديهم.

وكاد المشروع يتوقف الشهر المنصرم بعد ان رفض الطباخون الفرنسيون الكبار الثلاثة جان ميشال لوران، ميشال تراما، والان سوليفيريس، المساهمة في اعداد العشاء «لدواع اخلاقية»، وادانوا عدم تقديم اي مبلغ من المال الى جمعيات انسانية. ويحمل الطباخون الثلاثة «المنشقون» معا ثماني نجوم بحسب دليل ميشلان. وبالرغم من انهم استبدلوا بخمسة طباخين يحملون ست نجمات، من بلجيكا وبريطانيا والمانيا وهولندا وكندا، الا انه يبدو ان لائحة الطعام لم تثر الشهية كما كان معلنا.

وقال المدير التنفيذي في ليبوا ديباك اوهري لوكالة الصحافة الفرنسية «لم نقل في اي لحظة كانت اننا سنعود عن قرارنا، كنا مصرين». وأضاف «واجهتنا بالفعل بعض الصعوبات في استقدام طباخين من فرنسا، حيث اتخذت القضية ابعادا هائلة، لكننا غيرنا اتجاهنا وبحثنا في دول اوروبية اخرى».

غير ان ليبوا اعلنت جمع 5.4 مليون باهت (142 الف دولار) من الهبات التي ستساهم في تامين نظام لتاهيل المياه في قرية بان تاتيت التي زارها المدعوون، اضافة الى توفير كتب مدرسية.

وانضمت عدة نساء من المجتمع المخملي التايلاندي الى الزيارة فاختلن في القرية بكعوبهن العالية، محتميات بالمظلات لدرء اشعة الشمس، تحت انظار سكان القرية. وابدى بعض السكان عدم فهمهم لكل هذه الضجة. فقال بالوك ساك هومهوان «اتوا الى هنا لان المكان جميل والمنظر خلاب». من جهتهم افاد مدعوون انهم لم يتلقوا معلومات كافية عن طريقة ادارة الاموال الممنوحة للقرية.