17 مليونا شاهدوا الفيلم الفكاهي للجزائري الأصل داني بون 

TT

يفتتح فيلم فرنسي مهرجان لوس أنجليس السينمائي، بعد أيام، بعد أن حقق نجاحاً تجارياً استثنائياً جعل منه ظاهرة تتناولها الصحف في عناوين صفحاتها الأولى. وشاهد فيلم «مرحباً في بلاد الشتي» حتى الآن أكثر من 17 مليون مشاهد منذ بدء عرضه على الشاشات الفرنسية قبل خمسة أسابيع. و«الشتي» هي اللهجة التي يتكلم بها سكان مدن شمال فرنسا. ويتوقع موزعو الفيلم أن يحطم هذا الفيلم الذي أخرجه ويقوم ببطولته الممثل الفكاهي داني بون الرقم القياسي الذي حققه فيلم «تيتانيك» للمخرج جيمس كاميرون عام 1998 حيث شاهده 20 مليون متفرج في فرنسا وحدها. كما يقترب «مرحباً في بلاد الشتي» من التفوق على الفيلم الأكثر نجاحاً في تاريخ السينما الفرنسية وهو «اللقاء الكبير» للمخرج جيرار أوري الذي شاهده 17 مليوناً و270 ألف متفرج. واحتفلت شركة «باتيه» الفرنسية التي أنتجت الفيلم بمبلغ 11 مليون يورو بهذا النجاح الساحق، مع العلم أن تكاليف إنتاج «تيتانيك» وصلت، في حينه، إلى 200 مليون دولار. كما ارتفعت أسهم الممثل داني بون (اسمه الأصلي دانييل حميدو) المولود من أب جزائري عمل سائقاً للشاحنات وأم فرنسية، ليتصدر نجوم الفكاهة في فرنسا.

يحاول الفيلم أن يعكس الصورة التقليدية عن كآبة مدن الشمال وتجهم سكانها. ومن خلال حكاية موظف في دائرة البريد يتلقى بانزعاج قرار نقله للعمل من وسط البلاد إلى مدينة «ليل»، على الحدود الشمالية مع بلجيكا، يقدم الفيلم نماذج إنسانية وحوارات لامعة باللهجة المحلية تجعل من تلك المدينة وما حولها واحدة من أكثر البقاع بهجة ولطفاً بحيث يصاب الموظف المنقول إليها بما يشبه «الصدمة الثقافية». ولا يتوقع الموزعون أن يحقق «مرحباً في بلاد الشتي» نجاحاً في الخارج يوازي ما حققه بين مواطنيه نظراً لأن ترجمة الحوار المحلي إلى لغات أخرى ستفقده الكثير من خصائصه، خصوصاً أنه يعتمد المفارقات اللغوية الفكاهية. فعلى سبيل المثال، لم يحصل الفيلم على اهتمام كبير منذ أن بدأ عرضه في ثلاث صالات في لندن، الأربعاء الماضي، بينها صالة المركز الفرنسي، تحت عنوان محوّر هو «مرحباً في ستيكس».

وبفضل هذا الفيلم وأفلام محلية ناجحة أخرى مثل «أستيريكس في الألعاب الأولمبية» و«الطفلة» الذي حصلت بطلته ماريون كوتيار على الأوسكار، حققت صالات السينما في فرنسا قفزة في عدد المترددين عليها منذ مطلع العام الحالي، بزيادة نسبتها 14 في المائة. وحسب إحصاءات الاتحاد الوطني لصالات السينما فإن عدد التذاكر التي بيعت في الأشهر الثلاثة الأُولى من العام الحالي تجاوز 58 مليون تذكرة.