هل بدأت الحملة الفرنسية على النحافة القاتلة؟

مشروع قانون يوصي بالتحفظ على استخدام العارضات الشديدات النحافة ونشر صورهن

TT

عقد في وزارة الصحة الفرنسية أمس، مؤتمر صحافي للإعلان عن مشروع قانون يمكن أن يوقع عقوبات على من يروّج في وسائل الإعلام للهزال الشديد الذي يؤدي بالمراهقات الى الإصابة بمرض «الأنوركسيا». ويعاني من هذا المرض في فرنسا، حالياً، عدد يصل الى 40 ألف مريض، غالبيتهم الساحقة من الشابات، وينتهي الأمر بنسبة منهن الى الوفاة. كما وقعت روزلين باشلو، وزيرة الصحة، وعدد من العاملين في الحقل الطبي والإعلامي على ميثاق يوصي بالتحفظ على استخدام العارضات الشديدات النحافة ونشر صورهن.

ومنذ وفاة ثلاث عارضات في أميركا اللاتينية، قبل حوالي السنة، بسبب مضاعفات ناجمة عن النحافة الشديدة، قاد طبيبان فرنسيان هما البروفيسوران مارسيل روفو وبيير بولان حملة دعت الأطباء وأصحاب وكالات الدعاية والعاملين في حقل الأزياء الى توقيع ميثاق بعنوان «شرعة الالتزام الطوعي حول صورة الجسم». والميثاق الذي تم عرضه على الصحافيين وتوقيعه أمس، أثار ارتياح أعضاء الاتحاد الفرنسي للخياطة لأنه لا يفرض على المصممين قواعد محددة، بل يهدف الى تنوير الرأي العام لقبول «التعدد الجسماني». كما يدعو الميثاق أطباء العمل الى مراقبة التزام عارضات الأزياء بشروط الصحة وتوعية الشابات بأضرار الهزال الشديد.

أما مشروع القانون الذي تقدمت به الى البرلمان النائبة فاليري بواييه فيعتبر «الترويج للهزال البالغ» بمثابة الجريمة التي توقع على المدان بها عقوبة السجن لمدة سنتين ودفع غرامة قدرها 30 ألف يورو. ومن المنتظر أن يناقش النواب هذا المقترح في جلسة تعقد الثلاثاء المقبل. وفي حال إقرار القانون فإن ملاحقات ستبدأ لبعض مواقع شبكة الإنترنت التي تعرض صوراً لنجمات السينما والغناء وقد تم التلاعب بها بواسطة برامج تحوير الصور بحيث أصبحن شديدات النحافة. وهناك مدوّنات على الإنترنت لمئات المراهقات اللواتي يبدين إعجابهن بتلك النجمات ويعربن عن الرغبة في التشبه بهن.

ولا يبدو أن الحملة ستتعرض، في مرحلتها الأُولى على الأقل، الى حد منع عارضات الأزياء البالغات النحافة اللواتي يظهرن على المنصات في مواسم الموضة الباريسية، لكن النائبة بواييه تدعو الى التحذير من هذا الخطر والتوعية بنتائجه على الصحة. هذا رغم أن أطباء نفسيين يؤكدون عدم وجود علاقة بين منظر العارضات النحيلات وبين مرض رفض الطعام «الأنوركسيا» المشخص منذ عقود عديدة ويدرج في خانة الأمراض العقلية.

وفي تصريح لصحيفة «ليبراسيون» قال مصمم الأزياء الفرنسي جان بول غوتييه إن المشكلة لا يمكن حلها عن طريق القوانين وإنما بالتفهم.