حظر التدخين يهدد 70 % من مقاهي برلين بالكساد

اضطر بعض أصحابها لتسريح العديد من العاملين لديهم

TT

وضع أحد أصحاب المقاهي الصغيرة حاجزا زجاجيا بين المدخنين وغير المدخنين فحول المدخنين إلى زواحف في أحواض زجاجية. وآخر وضع ثلاث فتحات في بابه الزجاجي يمرر منها المدخن يديه ورأسه ليدخن خارج المقهى، وثالث وضع قفصا زجاجيا بلا سقف في الوسط للمدخنين، ورابع يقف في الباب ويوزع المظلات على الراغبين في التدخين تحت سماء ماطرة. هكذا يحاول أصحاب المطاعم والمقاهي الألمان، وخصوصا أصحاب المحلات الصغيرة، حماية اقتصادهم من الانهيار بعد حظر التدخين الذي فرضه البرلمان الألماني مطلع العام الجاري. ومع ذلك لم يستطع الكثيرون الديمومة بدون مدخنين وصار شبح الكساد يزورهم أكثر مما يزورهم المدخنون. وأجرت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار استفتاء واسع النطاق مع أصحاب المطاعم والمقاهي الصغيرة في كافة الولايات الألمانية. وتبين من الاستفتاء أن الكساد يهدد أصحاب هذه المقاهي الصغيرة بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة كمعدل في ألمانيا، وترتفع في العاصمة برلين إلى 70 في المائة. ونقول «الصغيرة» لأن أصحاب هذه المقاهي والمطاعم عاجزون، بسبب صغر مساحة مقاهيهم، عن تخصيص غرف خاصة بالمدخنين. وانخفضت مداخيل أصحاب المقاهي الصغيرة بنسبة 30 في المائة واضطروا لتسريح العديد من العاملين لديهم. وأعاد 100 في المائة من أصحاب المقاهي شبح الكساد الذي يهددهم إلى قرار حظر التدخين في المطاعم والمقاهي والكازينوهات. وذكر تورستن هليفيج، من اتحاد أصحاب المقاهي والمطاعم، انه يتوقع غلق 11 في المائة من هذه المحلات قبل حلول 1/7/2008. ورغم تأخرها عن بقية الولايات فإنه من المتوقع أن تحظر ولاية الراين الشمالي فيستفاليا (20 مليونا) التدخين في سبتمبر (أيلول) القادم.

وأجرت حملة «التسامح مع المدخنين» استفتاء آخر للرأي بين المدخنين وغير المدخنين، بالتعاون مع معهد «امنيد»، فاتضح منه أن 85 في المائة ممن شملهم الاستفتاء يقفون ضد حظر التدخين في المقاهي الصغيرة. وقال 77 في المائة منهم إنهم انقطعوا عن زيارة المطاعم والمقاهي بسبب حظر التدخين. كما توقعت نسبة 84 في المائة أن يتعرض الكثير من أصحاب المطاعم والمقاهي للإفلاس. ورفعت دائرة السكك الحديدية غرامة التدخين في القطارات إلى 1000 يورو بدءا من سبتمبر مع مد الحظر ليشمل القطارات المحلية. ويخشى أن تلحق بمؤسسة السكك خسائر إضافية نتيجة مقاطعة المدخنين لقطاراتها.