المغربي جمال دبوز يفتتح مسرحاً للكوميديا في باريس

نجاحه الصعب جعل منه الممثل الأعلى أجراً في السينما الفرنسية

TT

دشّن الممثل المغربي جمال دبوز مسرحه الخاص في باريس، هذا الاسبوع، والذي أطلق عليه اسم «الكوميديا». والاسم لا يبتعد كثيراً عن «نادي الكوميديا» الذي كان دبوز قد أطلقه بهدف اكتشاف المواهب الجديدة وتقديم فرص الظهور لها، كنوع من الاعتراف بجميل الذين منحوه الفرصة لكي يصبح أحد نجوم الهزل ثم واحداً من أعلى الممثلين أجراً في فرنسا.

وخصص العرض الأول على مسرح «كوميديا» للفنان فابريس إيبويه، أحد رفاق جمال دبوز في مغامرته الجديدة. وهو يقدم اعتباراً من هذا الاسبوع عرضاً من نوع «وان مان شو» أي مسرحية الممثل الواحد، يتناول فيها القضايا التي تقلق المواطن الفرنسي باسلوب لاذع في سخريته. وحصل إيبويه على شهرة كبيرة بعد مشاركته في البرنامج التلفزيوني «أنت تمنع الجميع من النوم» الذي يديره مارك أُوليفييه فوجيل.

وقال دبوز في حفل الافتتاح: «نريد لهذا المسرح أن يكون مكاناً للحرية الفنية، وللحياة الثقافية، مع عروض متنوعة كالحفلات الموسيقية والمعارض والحوارات ذات مكبرات الصوت المفتوحة، وهو تقليد لم تعرفه فرنسا بعد ونأمل أن نساهم في كسر المفاهيم التقليدية للمسرح» .

يذكر أن جمال دبوز، الشاب قصير القامة بشكل لافت، هو مهاجر مغربي اقتحم المجال الفني في باريس مسلحاً باسلوب خاص في الكلام يمزج بين التأتأة والسخرية، وبعاهة أُصيب بها في صغره عندما صدمه قطار وشلّ ذراعه. ومع هذا تمكن من أن يحقق النجاح بعد الآخر الى أن فاز بجائزة التمثيل في مهرجان «كان» السينمائي الدولي، مع رفاق له تقاسموا بطولة فيلم «البلديون» الذي كان بمثابة التحية لأبناء المغرب العربي وأفريقيا الذين حاربوا مع الجيش الفرنسي في الحرب الأُولى ثم خذلتهم فرنسا باهمالها لحقوقهم. وكان الفيلم سبباً في إصدار الرئيس السابق جاك شيراك قراراً بمساواة المجندين من ذوي الاصول الأجنبية برفاقهم الفرنسيين في الامتيازات التقاعدية.

وشارك جمال في فرحته بمسرحه الجديد الواقع في «بولفار بون نوفيل» عدد كبير من الفنانين، العرب والفرنسيين، أمثال ألان شابا وفابريس إيبويه وإيلي سيمون وأمل شهبي والمنتج قادر عون. وتضم صالة المسرح 120 كرسياً، وتتمتع بأجواء حميمة من تصميم مهندس الديكور كريستيان موري.