وسط صخب وحماسة شديدين استقبلت مدينة بريغنز الصغيرة، بأقصى غرب النمسا، الطائرة الخاصة المقلّة للممثل البريطاني دانيال كريغ لدى هبوطها أرض المطار. السبب أكثر من مفهوم. فكريغ سيمكث في بريغنز، عاصمة إقليم فورارلبرغ الحالمة الفائقة الجميلة، وفي القرى المجاورة ومنها فيلدكيرخ، حتى التاسع من مايو (أيار) الجاري لتصوير لقطات فيلمه الجديد «كوانتوم أوف سوليس» وهو الفيلم الثاني والعشرون من سلسلة افلام العميل السرّي جيمس بوند، والثاني الذي يضطلع فيه النجم كريغ بدور البطولة مجسداً شخصية العميل الشهير 007.
وكالعادة تحاط أحداث الفيلم، الذي يخرجه المخرج السويسري مارك فوستر، ووقائعه بسريّة كاملة لزيادة عامل الإثارة قبل فتح أبواب دور العرض أمام الجمهور في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وأكد بيان صحافي وزعته شركة «إيرث تايمز» المباشرة بالتصوير والإعداد لإغلاق عدد من طرقات المدينة لهذا الغرض. مع الاعتذار بأن كريغ والفريق العامل معه سيكونون في حالة عمل متواصل حتى التاسع من الشهر مما قد لا يتيح لكريغ ورفاقه من الممثلين والممثلات فرصة الالتقاء بالمعجبين .
هذا يعني أيضاً أن النجم البريطاني اللامع لن يكون كبقية زوار المدينة السياحية المطلة على بحيرة كونستانز، الذين يحرصون على التجوال في طرقاتها وأزقتها وارتياد مقاهيها. إلا أن كثيرين يأملون بالتمكن من إلقاء نظرة عليه ولو عن بعد. أما المحظوظون حقاً فهم أولئك الذين وقع عليهم الاختيار للظهور في الفيلم حتى ولو كـ «كومبارس». وكانت عملية الاختيار قد تمت بعد معاينة دقيقة و«غربلة» تصفيات شديدة منذ مطلع العام الحالي وقد تقدم لها 4500 شخص. وللعلم، لم يقتصر الأمر على النمساويين من سكان بريغنز او اقليم فورارلبرغ بل جاء البعض من المانيا وسويسرا المجاورتين. كذلك وصلت طلبات اشتراك إلكترونية من بلجيكا وهولندا والدول الاسكندينافية. وقد عملت الادارة على تقسيم المتنافسين الى 10 مجموعات، اجابوا على معلومات بيّنت مقاساتهم البنيوية في استمارات خاصة، وركز بعضها على وجه الخصوص على مقاس الرأس لاختيار من تتطابق مقاسات رؤوسهم مع قبعات تمتلكها الشركة سيظهر بها المختارون كرجال شرطة بدلا من الحاجة لشراء قبعات جديدة .
وبالطبع، أخذت صور للجميع في اوضاع متعددة، كما نص العقد على ضروة امتلاك ملابس بعضها بدرجة «شديد الاناقة» والآخر بدرجة «ملابس مسائية جميلة» للذين اختيروا للظهور كمشاهدين بدار اوبرا المدينة، ومسرحها العائم حيث ستصوّر بعض المشاهد. وأهمها مطاردة عنيفة بين جيمس بوند وبعض الأشرار اثناء عرض لأوبرا «توسكا» للموسيقار الايطالي الشهير بوشيني. وتزداد المطاردة سرعة وتشويقاً داخل أزقة قرية فيلدكيرخ التي تعود للقرون الوسطى .
هذا ولم تقتصر عمليات الاختيار والتصفيات على البشر فقط، بل شملت تصفيات لاختيار السيارات أيضاً. إذ عرض عدد من المواطنين سياراتهم للمعاينة واختير عدد من سيارات المرسيدس والفولفو والجاغوار. ويقال ان الشركات الصانعة ترصد التصوير بشغف لمعرفة أي منها سيستخدم لمجرد التوصيل، وأي منها سيستخدم للمطاردة والتصادم والسرعة الفائقة ..!!