تستضيف العاصمة الاماراتية أبو ظبي خلال الفترة من 27 مايو (ايار) الجاري إلى 4 سبتمبر (ايلول) المقبل «معرض بيكاسو أبوظبي: روائع من متحف بيكاسو الوطني ـ باريس»، الذي يعتبر الأكبر والأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط والذي يتضمن مجموعة واسعة من أعمال بابلو بيكاسو، أحد أعظم فناني القرن العشرين، تتبع مختلف مراحل تطور مسيرته الإبداعية. وتُنظم هذا الحدث الفني المهم كل من شركة «التطوير والاستثمار السياحي»، و«مبادلة» ـ الشركة الاستثمارية التطويرية المملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي، حيث تعرض 183 من أبرز لوحات الفنان الإسباني المملوكة لمتحف بيكاسو الوطني في باريس، تشمل أعمال رسم ونحت ومخطوطات، تستعرض مراحل زمنية عديدة في حياة الفنان بدءاً من لوحة «بورتريه شخصي» من المرحلة الزرقاء (عام 1901) وحتى لوحة «بورتريه الرسام الشاب» التي رسمها عام 1972 قبل بضعة أشهر من وفاته.
وتعد أبوظبي المحطة الثانية ضمن جولة المعرض العالمية في 9 دول، والتي انطلقت من مدريد عاصمة اسبانيا، وتشتمل على أعمال يتم عرضها للمرة الأولى منها 40 لوحة رسم يدوي ومخطوطة تُظهر ميول بيكاسو الشعرية وانتقاله من مرحلة الإبداع بالكلمة إلى الصورة، كما تعكس تأثره بالثقافة العربية خلال فترة شبابه التي قضاها في مدينة مالاغا.
وقال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس «هيئة أبوظبي للثقافة والتراث» و«شركة التطوير والاستثمار السياحي»: «نشكر متحف بيكاسو الوطني ـ باريس الذي خص العاصمة الإماراتية بعرض عدد من الأعمال الحصرية سيستمتع بها زوار أبو ظبي. ونرحب باستضافة المعرض في محطته الثانية ضمن جولته العالمية، والتي كان منطقياً أن تنطلق من «متحف الملكة صوفيا» في مدريد، وهو المتحف الوطني في إسبانيا موطن بيكاسو الأصلي». ويندرج تنظيم هذا المعرض ضمن برنامج تعليمي موسع تنفذه العاصمة الإماراتية لتنشيط الحركة الثقافية ونشر الوعي بالفنون الجميلة، استعداداً لتدشين متاحف «المنطقة الثقافية» على «جزيرة السعديات»، التي تبلغ مساحتها 27 كلم مربع وأضاف «يتماشى المعرض مع أهدافنا الرامية إلى توفير فعاليات ثقافية وفنية متكاملة تتيح جسراً للتواصل بين المواطنين والمقيمين في الدولة والفنون بكافة أنواعها، إلى جانب ترسيخ مكانة أبوظبي كأحد مراكز التنوير والتواصل الثقافي في المنطقة والعالم».
وتُشرف آن بالداساري، مديرة متحف بيكاسو الوطني ـ باريس على تنظيم معرض «بيكاسو أبو ظبي» الذي يصاحبه عدد من الأنشطة التعليمية. ويهدف تصميم الحدث، الذي يتضمن قاعة للوسائط المتعددة الصوتية والمصورة المكونة من لقطات فيلمية وصور وتعليقات صوتية من أرشيف المتحف، إلى تقديم شرح مفصل وشامل للأعمال الفنية المعروضة. كما يستفيد الزوار من دليل صوتي لتاريخ وخلفيات لوحات المعرض.
وفي السياق ذاته، يعتبر دليل المعروضات أول مطبوعة باللغة العربية تقدم مجموعة متحف بيكاسو الوطني ـ باريس إلى الجمهور العربي. وتصاحب المعرض حلقة نقاش وبرنامج من الأنشطة التعليمية، بما في ذلك مجلة خاصة موجهة للأطفال.
وقالت بالداساري: «يمثل هذا المعرض التاريخي بداية شراكة طويلة بين متحف بيكاسو الوطني ـ باريس وأبو ظبي. شهدت مراحل التحضير لتنظيم هذا المعرض الكبير تفاهماً وتنسيقاً بين الجانبين يبشر بآفاق نجاح واعدة لمبادراتنا المستقبلية، في الوقت الذي نمضي فيه قدماً في دفع عجلة تحالفنا سواء من الناحية المؤسسية أو الفنية أو التعليمية خلال العقد المقبل».