باسكال سيفران الإعلامي الفرنسي .. الذي مات مرتين!

كان صديقاً للرئيس ميتران وكتب لداليدا أجمل أغانيها

باسكال سيفران
TT

بعدما أعلنت وسائل الإعلام وفاته في الشهر الماضي، بينما كان لا يزال على قيد الحياة، انطفأ صباح أمس، في مدينة ليموج، النجم التلفزيوني والمؤلف والمنتج باسكال سيفران عن 62 سنة. وكان سيفران قد اشتهر من خلال برامج حول الأُغنية الفرنسية الرومانسية التي واظب على تقديمها اسبوعياً من القناة الأُولى لمدة ربع قرن. ونعى الرئيس نيكولا ساركوزي الفنان الراحل واصفاً إياه بـ«الصديق الذي ستبقى ذكراه طويلاً».

المسؤولون في التلفزيون كانوا قد قرروا وقف برنامج سيفران قبل بضع سنوات لاعتقادهم بأنه ما عاد يتماشى وروح العصر، ذلك أنه يحتفي بأُغنيات سنوات الستينات والسبعينات، لكن آلاف الرسائل انهالت على إدارة القناة من مشاهدين يطالبون بعودة سيفران، وحقاً، أجبروها على التراجع عن قرارها. وهكذا عاد ظافراً لمواصلة الاحتفاء بالأغاني التقليدية الى أن أبعده المرض الخبيث عن الشاشة الصغيرة قبل أشهر وجيزة.

نشأ باسكال سيفران بداية متواضعة، وكان أبوه سائقاً بالأجرة وأمه خياطة. أما هو فحلم بأن يصبح مغنياً وسجل عدة اسطوانات قبل أن يتأكد من أنه لن يمضي بعيداً في هذه المهنة. ولأنه كان مثقفاً يعشق الكلمة، وجد طريقه ككاتب للنصوص الغنائية. وهناك أكثر من 500 نصّ غنائي له بأصوات معظم مغني فرنسا. من جهة أخرى، ارتبط سيفران بصداقة قوية مع المغنية الراحلة داليدا في إحدى مراحل حياتها وكتب لها مجموعة من أجمل أغانيها. وعبر داليدا، المغنية الإيطالية الأصل والمولودة في مصر، التي يتردد على السهرات التي تقيمها في دارتها على هضبة «مونمارتر» في باريس، تعرف الى فرانسوا ميتران رئيس الجمهورية الاشتراكي في ما بعد. وكان هذا الأخير مغرماً وهو قد وجد في سيفران عاشقاً ينافسه في حبّه للأدب والكلمة الجميلة. وعندما فاز ميتران برئاسة الجمهورية كافأه على ولائه له بإعطائه مهمات في وزارة الثقافة.

وقد نشر سيفران عدة كتب، منها ما يسترجع فصولاً من حياته الخاصة ويكشف ميوله المثلية ونظرته الحزينة إلى الحياة والقدر الذي أخذ منه أعز أصدقائه بسبب «الإيدز». وقد تقبلت بعض الأوساط المحافظة كتاباته بالاستهجان، لكن هذا لم يؤثر على شهرته بل ان بعض كتبه حقق مبيعات وصلت الى 100 ألف نسخة. ولما هاجم المرض الخبيث رئتيه وجد الشجاعة لإعلان ذلك على الملأ، وترك الشاشة ليمضي أيامه الأخيرة في بيته الريفي، وحيداً بلا عائلة، وسط جيرانه البسطاء.