«قضية أمشتيتين» تتفاعل فصولاً والمحامي يتحدث عن حب موكله لـ«الانضباط»

عجوز نمساوية: لو كان في بلد آخر لأعدم ساعة قبض عليه

TT

«لو كان هذا الرجل من مواطني بلد غير هذا البلد لكان أعدم ساعة قبض عليه، لكن هنا في النمسا لن يجرؤ احد على المطالبة بإعدامه، وذلك لحساسية الحديث عن إعدام اي إنسان بسبب ما حدث إبان فترة النازية. ولهذا فهو حي يرزق، بل يطالب محاميه بضرورة نقله من السجن إلى مصحة نفسية، وهو ما يعني ان نصرف عليه كدافعي ضريبة ليظل مستمتعاً بالهدوء والطعام والفرجة على ما يختاره من برامج تلفزيونية». هذا كان الرأي الهامس لسيدة نمساوية عجوز عن المتهم جوزيف  فرتزل الذي ينتظر المحاكمة لحبسه ابنته ومعاشرتها معاشرة الأزواج طيلة 24 سنة، أنجبا خلالها سبعة اطفال، داخل قبو  تحت ارض منزله. كانت التحقيقات قد بدأتها الشرطة لحظة اكتشاف ما بات يعرف بـ«قضية أمشتيتين»، نسبة إلى مسرحها مدينة امشتيتن الصغيرة الواقعة على بعد 130 كيلومترا غرب العاصمة فيينا، ومن ثم اعتقال فرتزل. وكان الأخير قد اعتقل وهو بصحبة سجينته التي اضطر لاصطحابها لزيارة ابنتهما التي كان قد نقلها إلى المستشفى وما زالت تعيش في غيوبة تامة منذ 19 ابريل (نيسان) الماضي. وحتى الآن أشارت التحقيقات إلى أن الرجل خطط لبناء الملجأ السري منذ عام 1976 أي قبل خمس سنوات من ارتكابه جريمته، مما يشير انه درس كل خطوة نوى القيام بها، ولم يكن تصرفه نتيجة لحظة تهوّر أو طيش .

وفي حوار مع إحدى الصحف المحلية نقل المحامي رودلف ماير لأول مرة، بعض الأحاديث والأقوال التي أدلى بها موكله، ومنها محاولة المتهم نفي وصفه بأن يكون «وحشاً» رغم اعترافه بخطأ ما ارتكبه في حق ابنته ضد رغبتها كما اشار. موضحا ان رغبة بامتلاكها تلبسته بصورة لم يستطع مقاومتها وانه اراد من المخبأ الذي اجبرهــا على العيش فيه ان يكون له امبراطوريته الخاصة التي حرم دخولهــا على اي من افراد اسرته ممن لم يعلموا بما يخفيه والدهم في جــوف الارض تحت اقدامهم. ليس هذا فحسب، بــل صرح انه خطط لأن تكون ابنته التي حبسها وهي فــي الثــامنة عشر من عمرها أما لأبناء منه، إذ كان يرى فيها الأم التي يرغبها والتي اصبح امــامهــا كالمدمن الذي لا يملك فكاكاً. ليس ذلك فحسب، بل وفقا لما حكاه المحامي فان موكله البالغ 73 سنة يصف نفسه بأنه رجل يحترم الأخلاق الحميدة والوقار، وانه شب على حب الانضباط الذي اكتسبه مجتمعه من بقايا النظام النازي. أما المحامي نفسه الذي وصلته تهديدات عديدة بالقتل لقبوله الدفاع عن هذا المتهم، فيصف موكله بأنه رجل سيطرت عليه رغبة كذلك وصفه بعض ممّن عرفوه عن قرب بانه رجل مسيطر خطط لتعيش اسرته وفق قوانين حديدية لم يستطع احدهم ان ينفذ من شرورها.

من جانب آخر اشتكى مدير سجن سانت بولتن، صباح أمس، من محاولات بعض الصحافيين الحصول عن معلومات عن فرتزل بأي وسيلة بما في ذلك عرض رشىً ضخمة على الحراس وعمال النظافة.

وهدد بمقاضاة اي صحافي يحاول إغراء العاملين بالسجن ورشوتهم للحصول عن معلومات. وفي سياق آخر تشير تقارير ان الادعاء يبحث في توجيه تهمة القتل للمتهم لتلكئه بطلب مساعدة طبية لمولود لهما مات بعد ثلاثة ايام من مولده بسبب ظروف الحبس بالملجأ، والحرمان من الحصول على رعاية طبية، وهذا بالإضافة لتهمتي الاختطاف والاغتصاب.